لمراسلتنا : [email protected] « الجمعة 19 أبريل 2024 م // 10 شوال 1445 هـ »

​نتائـج الاختبـارات

​نتائـج الاختبـارات الكتابيـة لمباراة انتقاء أساتذة لتدريس اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية...

عطلة استثنائية بمناسبة عيد الفطر

أصدرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة اليوم الخميس 04 أبريل 2024 بلاغا إخباريا بخصوص إقرار عطلة...

بلاغ صحفي للحكومة بخصوص عطلة

بمناسبة عيد الفطر المبارك لعام 1445 أصدر رئيس الحكومة بلاغا صحفيا تقرر بموجبه تعطيل إدارات الدولة والجماعات...

تربويات TV

لقاء مع السيد محمد أضرضور المدير المكلف بتدبير الموارد البشرية وتكوين الأطر بالوزارة حول مستجدات الحقل التعليمي


هذا رد التنسيقية على إنهاء الحكومة للمفاوضات مع ممثلي الأساتذة


مسيرة نساء ورجال التعليم بمدينة تيزنيت يوم 2023/11/23


تغطية الوقفة الاحتجاجية أمام المديرية الإقليمية للتعليم بسيدي إفني يوم 02 نونبر 2023


الأساتذة يحتجون امام المديريات الإقليمية للتعليم


كلام يجب أن يسمعه معالي الوزير

 
أحكام قضائية

حكم قضائي بإلزامية إخبار الإدارة للموظف كتابيا بنقطته الإدارية كل سنة تاريخ الصدور : 17 فبراير 2015


أحكام قضائية

 
البحث بالموقع
 
أنشطة المديريات الإقليمية

افتتاح القسم الداخلي للثانوية التأهيلية المهدي بن بركة بمديرية تيزنيت


لقاء تربوي بمركزية مجموعة مدارس عمر بن الخطاب بالمديرية الإقليمية لسيدي إفني حول الاطر المرجعية للامتحان الموحد لنيل شهادة الدروس الابتدائية


أكادير ...لقاء تواصلي حول المنصة الرقمية الجهوية ''أنشطتي''


مراكش: ورشة للتثقيف بالنظير بالوسط المدرسي

 
أنشطة الأكاديميات

ورشة لتقاسم نتائج دراسة حول العنف بالوسط المدرسي بمراكش


''مشروع إعداديات الريادة'' محور اللقاء التواصلي الجهوي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة


أكثر من 156000 تلميذ (ة) استفادوا من الدعم التربوي على مستوى الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة سوس ماسة


المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتّربية والتكوين لجهة سوس ماسة صادق بالإجماع على قضايا جدول أعماله

 
خدمات تربوية

تربويات الأطفال


تربويات التلميذ والطالب


موقع تبادل (تربويات)


فضاء جذاذات أستاذ(ة) التعليم الابتدائي


وثائق خاصة بمدير(ة) التعليم الابتدائي

 
خدمات

 
 


أضيف في 13 يناير 2016 الساعة 10:13

ماذا بعد العنف في حق أساتذة الغد: هلا أجبنا عن التساؤلات التالية؟




سعيد الشقروني

 بالقدر الذي أتشبث فيه بموقفي الرافض للقمع والعنف تجاه المخلوقات عموما      -فبالأحرى عندما يتعلق الأمر بالإنسان وبمربي الأجيال- أبدي فيه تعاطفي مع أساتذة الغد. ويحضرني السؤال مجددا حول المدخل القانوني لمعركتهم باعتباره الضامن الحقيقي لمشروعية أي فعل نضالي في سياق ثقافة احتجاجية سائدة لا تريد فيها معظم الإطارات النقابية والفعاليات الاجتماعية أن تميز بين مفاهيم تَعَتَقَت وتَطَحْلَبَت بفعل الاستعمال والاجترار من قبيل: الحق والواجب والمكتسب..

وبالقدر الذي أعتبر فيه أن الدفوعات التي سوغت تمرير المرسومين في توقيت "خِلْسَةَ المُخْتَلِسِ"، لم يخرج فيه المُشَرِعُ الخَفِيُ عن "فقه تمريرات الوقت الميت" على غرار ما كان يقع سابقا، أتصور وباختصار، أن فكرة الفصل بين التكوين والتوظيف مسألة جوهرية ومتقدمة، لكنها في واقعنا بمثابة اجتهاد كسول، لأننا لم نصل بعد إلى مرحلة استتباب مسؤول  لثقافة الأجير، وتنزيل حقيقي لمدونة شغل حقيقية تجعل رب العمل والأجير سواسية أمام القانون.. لكن قبل هذا وذاك، يتطلب الأمر إرساء مناخ نقابي وسياسي تسودهما الثقة وترجيح مصلحة الوطن قبل الناخب، وقبل مصلحة الحزب والايديلوجيا. 

 وبالقدر الذي أقتنع فيه بأن الحكومة تقدم خدمات "جليلة" وهي تحاول الحسم في ملفات شائكة، أتصور أن السيد رئيس الحكومة مطالب بأن يشرح للناس ما الذي يقع بالفعل..

 وأعرف أيضا أن مشاعر الكراهية والحقد لدى من ذاقوا حلاوة تَسَوُر محاريب السلطة والامتيازات من قبل لن تتبدل، وأن استراتيجية من هو مستعد لأنكحة المتعة من أجل استبدال تحكم بتحكم آخر لن تتغير، وهذا أمر يحتاج إلى إنسان ومقامات وسَمَر..

 لكن إلى ذلك الحين،  أدعو القراء إلى طرح التساؤلات التالية:

-       من المستفيد من تعنيف أساتذة الغد؟ وهل للتوقيت دلالة؟

-       لماذا التدخل القمعي ضد طلبة المراكز كان بالضبط في مدن معينة يُسيطر فيها الحزب الحاكم؟

-       وهل هناك علاقة بين ما حدث -بالنظر إليه في متوالية أحداث محبوكة زمنيا ودلاليا- وبين ما يقع في مصر خصوصا ونحن على مسافة أيام عن 25 يناير؟

-        هل اقتنع الإنسان العربي بأن الربيع العربي مات، ويجب أن يدفن؟

-       ألا يساهم استثمار لوحات تعنيف أساتذة الغد -إذا انضاف إليها ملف التقاعد- في "تكريه" (من الكراهية) مواطن المدينة "في" التصويت على الحكومة الحالية التي تُختزل في التداول الفايسبوكي في اسم رئيسها وتياره الإسلامي؟ ولماذا هذا الاختزال؟

-       هل يُتابع إنسان البادية المغلوب على أمره ما وقع لأساتذة الغد خصوصا وأنه غير معني لا بتقاعد ولا بمعاشات البرلمانيين أو غيرها من أولويات سكان الحواضر؟

-       بمعنى أوضح، من المستفيد من تقليص حجم الكتلة الناخبة في المدن، مع استحضار من نجح في حرث حقول البوادي في الانتخابات الأخيرة؟

ومع تقديرنا لكلفة التنديد، ما هي الإطارات النقابية والحقوقية والجمعوية التي أصدرت بيانات تنديد في الموضوع؟

-       وهل من مواقف نقابية متقدمة؟

-       ما هي القيادات المُناضلة التي حافظت على مواقفها الحقيقية المُدِينة لما وقع في السر والعلن؟ وأين الحاضر منها وأين المختفي؟

-       وهل الشغيلة قادرة على خوض الأشكال النضالية المشروعة والمطلوبة في حالة إذا ما دعتها النقابات إلى ذلك؟

-       أين هم أصحاب الصاية مما يقع الآن؟

-       ما هي المنابر الإعلامية التي رافقت الحدث بمِهَنَِية وحللته باحترافية؟

-       هل استطاع المواكبون لمشاهد العنف -خصوصا من أطر التربية والتكوين وهم يتابعون الحدث- أن ينخرطوا بالشكل النقدي المطلوب الذي من شأنه أن يكشف الغطاء ويستقرأ الحدث وسيتشف العبر، بعيدا عن العاطفة رغم أنها شعور ضروري ومطلوب؟

-       ما مستوى النقاش المستعمل على صفحات الفايسبوك إزاء القضية؟

-       كيف كانت  لغة "أساتذة الغد"، و"أصحاب الفكر والثقافة" ومعجمهم اللفظي وتعليقاتهم في الفضاء الأزرق وهم يتابعون الأحداث البئيسة؟

-       ما الذي يُدَبِرُه أيضا مهندسو الذهنيات بعد هذا التدخل اللاإنساني قُبَيْلَ الانتخابات التشريعية؟

-       ما العائق الذي يمنع توحد القوى الحية في هذه البلاد وبحثها عن المساحة المشتركة والتصدي لأعداء بناء الإنسان؟

-       ماذا بعد هذا الصخب والسباب وتبادل الشتائم والاتهامات؟

      ماذا بعد الكلام؟ أخشى أن يكون الكلام.. وبه وجب الإعلام؟







تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها


1- تحية

منيرة يحياوي

شكرا سيدي سعيد على مواكباتكم واهتمامكم

في 14 يناير 2016 الساعة 23 : 14

أبلغ عن تعليق غير لائق


2- شكرا على ما تفضلتم به

samia raouf

ماذا بعد الكلام؟ أخشى أن يكون الكلام.. وبه وجب الإعلام؟

في 14 يناير 2016 الساعة 04 : 20

أبلغ عن تعليق غير لائق


3- ما ضاع حق وراءه طالب

نضال الضاية؟؟ هه


والله أضحكتني اخي سعيد: وهل الشغيلة قادرة على خوض الأشكال النضالية المشروعة والمطلوبة في حالة إذا ما دعتها النقابات إلى ذلك؟
أين هم أصحاب الصاية مما يقع الآن؟

في 15 يناير 2016 الساعة 50 : 14

أبلغ عن تعليق غير لائق


4- نعم للإصلاح الخزي والعار لأعداء التغيير

استاذ

شكرا جزيلا استاذي الفاضل

في 16 يناير 2016 الساعة 13 : 14

أبلغ عن تعليق غير لائق


5- المختصر المفيد

متابع من الدار البيضاء

المسالة مرتبطة استاذي الفاضل بثقافة استاذ وليس بنضال شكرا

في 19 يناير 2016 الساعة 09 : 19

أبلغ عن تعليق غير لائق


6- صلب الموضوع

خبير في تحليل المنظومات التربوية، جامعة لوزان

كأي مواطن مغربي تابعت عبر مختلف القنوات الإعلامية مجموعة من البرامج الحوارية التلفزية حول موضوع المرسوم المتعلق بفصل التكوين عن التوظيف وما طرحه من خلاف بين الأساتذة المتدربين ومعهم الرأي العام والحكومة، وبعد الإصغاء بكل تبصر وتدبر إلى كل المرافعات التي قدمها ممثلوا الطرف الحكومي في هذه الحوارات  (مستشار رئيس الحكومة في التربية والتكوين، مديرة الاتصال بوزارة التربية الوطنية، وزير الميزانية ... )، كنت أصاب، في كل مرة، بخيبة أمل كبيرة من تدني مستوى مرافعات المسؤولين الكبار حيث فوجئت بعدم تملكهم للأدوات المنهجية الأولية للدفاع عن أطروحاتهم . وعلى عكس ما كان ينتظره الرأي العام، من تعميق للنقاش من أجل تنويره وإقناعه بالجدوى من إصدار هذا المرسوم وشرح مبرراته ومسوغاته، وعرض أهدافه وغاياته وانعكاساته على المنظومة التربوية وعلى سياسة التشغيل ببلادنا، فضل هؤلاء المسؤول تسطيح النقاش والتشبث بترديد عبارتين كالببغاء  (مع احتراماتي لهذا الطائر ) '' الطلبة كانوا على علم بهاذين المرسومين، وقد وقعوا محاضر على هذا الأساس، وأن العقد شريعة المتعاقدين''...
ومن المؤسف، أن هذان العبارتين كانتا كافيتين للتأثير في مواقف العديد من المواطنين بما فيهم بعض الأطر العليا  (أساتذة جامعيون، محامون، مهندسون،... ) فاصطفوا إلى جانب الحكومة في المعركة النضالية التي يخوضوها الأساتذة المتدربون  (ونحن نحترم مواقف هؤلاء المواطنين ). لكننا نرفض تجرأ الحكومة وبعض الموالين لها اتهام الأساتذة المتدربين بإشعال نار الفتنة، وخدمة أجندات خارجية، ونعتهم بالوصوليون الذين يريدون الاختفاء في الوظيفة العمومية والمشوشين على انجازات الحكومة وإصلاحاتها، لأننا ضد سياسة تقديس المسؤولين وعصمة قراراتهم وعدم الخروج عن طاعتهم في الحل والعقد  (العصمة لا تكون إلا لنبي ). ونحن ضد سياسة تكميم الأفواه وقمع الاحتجاجات بدل الجلوس إلى طاولة الحوار لإقناع الرأي العام أو للاعتراف بعدم تهيء الظروف لإنزال هكذا مشروع على الأقل في الوقت الحالي ، كما أننا لن نقبل بالتأييد الأعمى لقرارات الحكومة  (سياسة العام زين قد ولت مع حقبة إدريس البصري ) ... إن لنا مناعة ضد التشويش والتحريف والتمويه والمكر، ولنا نضج في التحليل وقياس مدى تماسك الأطروحات وانسجامها مع المعطيات المستقاة من الواقع، والقدرة على مقارنة النوايا المعلن في الخطابات وما يتم تدبيره على الأرض الواقع. وفي هذا السياق سأقدم بعض المؤشرات التي تجعلنا نشك في نوايا الحكومة.
المؤشر الأول: عدم الاستشارة مع الأساتذة المكونين بالمراكز الجهوية للتربية والتكوين والأساتذة المرشدون، باعتبارهم حلقة أساسية في سلسة القيم المرتبطة بسياسة التكوين، وهو ما يتنافى مع إدعاءات الحكومة باعتماد المقاربة التشاركية مع مختلف الفاعلين. بل إن تجاهل الأساتذة المكونين بالمراكز الجهوية للتربية والتكوين والأساتذة المرشدون وعدم إخبارهم بالمرسومين يبين عن سلوك مهني لا أخلاقي من طرف الحكومة.
المؤشر الثاني: اختيار أواخر يوليوز للمصادقة على المرسوم في مجلس الحكومة، علما أن شهر غشت هو شهر عطلة صيفية تتوقف فيه جميع الأنشطة بعده سينشغل الرأي العام بالدخول المدرسي وعيد الأضحى ...  (على ما تكون القضية بردات ) ؛
تمرير المصادقة على هذا المرسوم عبر المجلس الحكومي عوض طرحه للمناقشة والمصادقة عبر المؤسسات التشريعية  (البرلمان ومجلس المستشارين )، تفاديا للضجة التي سيثيرها النقد والرفض الذي سيتعرض هذا المرسوم من فرق المعارضة والأغلبية على حد سواء، لا يمكننا أن نستسيغ، وفي ضل دستور 2011، أن يمرر قرار يهم مصير أبناء الشعب من وراء ظهور ممثلي الشعب. وما يثير استغرابنا هو عدم احتجاج البرلمانيين على هذا السلوك الحكومي الغير الأخلاقي  (هل رأيتم تأثير مفعول جوج فرانك ).
المؤشر الثالث: عدم توفر الحكومة على أي ضمانات عن استعداد قطاع التعليم الخصوصي للانخراط في إدماج الأساتذة الذين سيتم تأهيلهم، خصوصا إذا علمنا بأن قطاع التعليم الخصوصي لا يمكن أن يقبل بإدماج الأساتذة الذين تبقوا بعد إجراء مباراة التوظيف في القطاع العام. ولنا في برامج مسالك التربية والتكوين بالمدارس العليا للأساتذة خير دليل، إذ تم إدماج حوالي 200 أستاذ فقط من بين 30000 أستاذ تحملت الدولة أعباء تكوينهم من المال العام.
المؤثر الرابع: عدم قيام الحكومة بأي إجراءات استباقية لسد الفراغ القانوني الذي يؤطر العمل بقطاع التعليم الخصوصي، في غياب تام للقوانين التي تحدد حقوق وواجبات الأساتذة العاملين بهذا القطاع.
المؤشر الخامس: عدم توفر الحكومة على أي معطيات دقيقة عن الحاجيات الحقيقية لقطاع التعليم الخصوصي لحصر أعداد المكونين، تفاديا لإغراق سوق الشغل بحاملي شهادة التأهيل للتدريس مما قد يجعلهم لقمة سائغة للقطاع الخصوصي وما سينتج عن ذلك من تقهقر للوضع والمكانة الاجتماعية للأساتذة.
...
وعوض أن ينصب النقاش على السياسة الحكومية حول النقط التي أشرت إليها أعلاه، اختارت الحكومة أسلوب المكر والتدجيل عبر تحريف النقاش وفرض سياسة الواقع، حيث تصرح الحكومة بأنها منبثقة من الصناديق الانتخابية، لذا فإنه عندما تتخذ قراراتها يجب على الشعب، بعد ما صوت عليها، أن ينصاع ويطيع ويتحمل ولا حق له في الاحتجاج وإبداء الرأي والنقد والاعتراض. وأن الحكومة لن تتراجع عن قراراتها وإن شابتها عيوب لأن في ذلك مس بهيبة الدولة. نحن إذن أمام حكومة ديكتاتورية جديدة في ضل دستور 2011. نصرخ في وجهها '' لا ثم ألف لا قرارات الحكومة ليست مقدسة''.
أتوقف هنا لأقول للحكومة: '' لا لتحريف النقاش، لا للتمويه، لا للتدجيل، ولا للتضليل''. الهدف الأساسي للمعركة النضالية، للأساتذة المتدربون ومعها أغلبية الرأي العام هو الاحتجاج على سياستكم في تدبير ملف التشغيل، وهو احتجاج أيضا على سياستكم في تدبير إصلاح التعليم، وهي سياسات تتناقض مع ما جئتم به في وعودكم الانتخابية. لا ننكر بأن الأساتذة المتدربون يطالبون بحقهم في التوظيف وهو حق مشروع باعتبارهم فئة من أبناء الشعب، ولا يمكن اتهامهم بأي حال من الأحوال بطلب التوظيف المباشر لأنهم اجتازوا انتقاء أولي ومباراة كتابية ومباراة شفوية ولا زالوا مطالبين باجتياز امتحان للتخرج بشقيه الكتابي والشفوي والعملي. وبهذه المناسبة، أقول تبا لحكومة مرتدة جعلت من المطالبة بالحق في التوظيف بعد النجاح في المباراة خروجا عن القانون بينما جعلت من الريع السياسي والانتخابي  (تزكيات الأحزاب، كوطا الشباب، كوطا النساء، تقاعد الوزراء، تقاعد البرلمانيين والمستشارين ... ) حقا مكتسبا للسياسيين والمنتخبين وخطا أحمرا لا يمكن تجاوزه.
قضية المرسوم المشئوم إذن، هي قضية مرتبطة بسياسة الحكومة في التكوين وبسياستها في التشغيل، وهذا ما يفسر الاهتمام المتزايد للرأي العام بهذا المرسوم الذي أصبح موضوعا لحديث العام والخاص في الإدارات والمقاهي والبيوت وعلى الانترنت ... ومن حق الرأي العام مسائلة الحكومة عن تكلفته المالية على ميزانية الدولة وعلى انعكاساته على حقوق المستفدين من التكوين في الشغل. وننبه الحكومة على أنه من البلادة الاعتقاد بأن الإعلان عن سنة بيضاء سيطوي القضية وسيعفي الحكومة من المسائلة. ومن هذا المنطلق، نطرح السؤال التالي: ما هي سياسة الحكومة في التكوين والتشغيل ؟
على العكس من الدراسة بالجامعة التي يمكن أن تكون غاية في حد ذاتها لأن طلب العلم فريضة، فإن التكوين لا يعتبر غاية في حد ذاته بل هو وسيلة للإدماج في سوق الشغل، لذا فإن عدد المكونين يتم تحديده بناء على دراسات دقيقة عن حاجيات السوق في القطاعين العام والخاص ليكون متناسبا مع متطلبات سوق الشغل تفاديا للتضخم وإغراق سوق الشغل بجيش من الأساتذة المعطلين. وإذا كانت الحكومة تتعاطف فعلا مع الفقراء، فلتعمل على تلبية أمانيهم في الحاق أبناءهم بالتكوين في مجالات الطب، والهندسة المعمارية، الهندسة الطبوغرافية، والهندسة المدنية، والصيدلة، والبيطرة، والتوثيق، وإدارة المال والأعمال،... وعوض تهريب هذه التكوينات للقطاع الخاص لتمكين أبناء الأغنياء من الاستفادة منها رغم حصولهم على 10 في المعدل العام للبكالوريا وبدون مباراة  (يمكن أن تصبح طبيبا إذا كان أبوك قادرا على دفع 12 مليون في السنة )، بينما يلتحق عدد محدود من أبناء الفقراء النبهاء والأذكياء الحاصلون على 16 في المعدل العام للبكالوريا بمراكز تكوين الممرضين أو مراكز تكوين الأساتذة بعد إجراء انتقاء أولي والنجاح في مباراة...
بما أنكم تنعتون أنفسكم بحكومة الفقراء، لماذا لا تفتحوا أبواب الكليات العمومية للطب والصيدلة ومدارس الهندسة في وجه الفقراء؟
ببساطة لأنكم تكيلون بمكيالين، تقنون عدد المستفدين من التكوينات العمومية المطلوبة في سوق الشغل أمام أبناء الفقراء من جهة وتعملون على خوصصتها لفتح الباب لأبناء الأغنياء. في حين تعملون على مضاعفة أعداد المستفدين من التكوينات في  (التمريض، التعليم، ... ) لتلميع صورتكم أمام الرأي العام بطرق شيطانية حينما تسوقون لهم قراراتكم التضليلية بفتحكم المجال أمام أبناء الشعب للتكوين  (هل التكوين المفضي للبطالة يسمى تكوينا؟ ) لكن دون مضاعفة المناصب المالية في الوظيفة وبدون توفير الإطار القانوني لحماية أبناء الشعب من شجع القطاع الخاص. نقول لكم الأمر ليس عشوائيا تحديد أعداد المستفدين من التكوين في أي مهنة رهين بقدرة سوق الشغل على امتصاص هذه الأعداد تجنبا للتضخم. ولكي يكون الأمر كذلك كان يجب على حكومة 39 وزيرا ووزيرة، يشتغلون 22 ساعة في اليوم، ولديها جيش من المستشارين والخبراء أن تتوفر على معطيات دقيقة عن حاجيات سوق الشغل.
وهنا أتوقف لأوجه مجموعة من الأسئلة للحكومة:
هل قمت بجرد لحاجيات مؤسسات التعليم الخصوصي من الأساتذة ؟ بمعنى أدق، هل تتوفرون على معطيات دقيقة ونوعية عن الحاجيات الحقيقة للقطاع الخصوصي من حيث العدد الإجمالي للأساتذة  (100 أو 1000 أو ربما 20000 )، وعدد الأساتذة في كل سلك  (ابتدائي، ثانوي إعدادي، ثانوي تأهيلي ) وعدد الأساتذة في كل تخصص التخصصات  (رياضيات، عربية، اجتماعيات، فلسفة، تربية إسلامية، تربية موسيقية، فرنسية، إنجليزية، تربية بدنية، تربية فنية، فيزياء، مسرح، ... ) ؟ وهل تتوفر الحكومة على ضمانات من هذه المؤسسات بعدم التملص من مسؤولياتها في إدماج الأساتذة التي ستتحمل الدولة مصاريف تكوينهم من المال العام ؟ وماذا عن حاجيات دول مجلس الدول الخليجية من الأساتذة؟ هل وقعت الحكومة بروتوكول أولي مع وزارات التربية والتعليم بهذه الدول ؟ ومن سيتحمل مصاريف تكوينهم ؟ دول الخليج أم الحكومة ؟
إنني على يقين أن الحكومة تستبلد الرأي العام الوطني، لأننا نعلم جميعا بأن المنظومات التربوية لدول الخليج متطورة مقارنة مع منظوماتنا وأنها لا يمكن أن تقبل بتوظيف أستاذ تقل خبرته عن 8 سنوات من التدريس.
ثم ماذا عن الشروط والظروف الملائمة لضمان جودة التكوين؟ هل قامت الحكومة بإجراءات موازية لتوفير الإمكانات الضرورية لاستيعاب هذه الزيادة في عدد الأساتذة ؟ بصيغة أخرى، هل تم توظيف أساتذة التعليم العالي مساعدون جدد في مختلف التخصصات التربوية بالمراكز الجهوية للتربية والتكوين للحفاظ على نفس نسبة التأطير ؟ هل تم تجهيز المختبرات العملية ؟ هل تم توفير الوسائل الديداكتيكية ؟ هل تم ربط القاعات بالانترنت ؟ هل تم توفير الكتب والمراجع بالمكتبات ؟ ... هل تم تعيين ما يكفي من الأساتذة المرشدون لتأطير الأساتذة المتدربون في التداريب المهننة ؟ وهل تم إصدار القوانين التأطيرية لهذه التداريب ؟
وماذا عن حقوق وواجبات الأساتذة الذين سيلتحقون بالتعليم الخصوصي ؟ ما هي الإجراءات التي قامت بها الحكومة لضمان حقوقهم؟
من حق الرأي العام أن يطالب الحكومة بتقديم أجوبة واضحة عن هذه الأسئلة المشروعة على اعتبار أن:
تكوين 3000 أستاذ إضافي سيكلف الدولة ميزانية ضخمة تثقل كاهل الحكومة وتقدر بمئات الملايين من الدراهم بحسب تصريح وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة.
وهنا أسجل دهشتي من التصريح الذي قدمه السيد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة يوم الخميس 14 يناير 2016 حيث قال: ''إن الحكومة ماضية في تكوين الأساتذة وستعمل على مضاعفة أعداد المكونين في السنة القادمة''. لا كفانا من العبث، وكفانا ارتجالا.
أين هي الحكامة في تدبير الشأن العام ؟ أين هو التخطيط ؟ أين هو ترشيد النفقات ؟
يمكنني أن أجزم بأن تدبير الحكومة لملف تكوين الأساتذة كان فيه نوع من العبث ونوع من العشوائية وفيه هدر للمال العام، وطغت عليه مزايدات سياسية حيث كانت الحكومة تريد تغليط الرأي العام على أساس أنها وفرت 10000 منصب شغل في التعليم، وبعد سنوات ستعود لتتباكى على الرأي العام وتوهمه بأن العفاريت والتماسيح  (قطاع التعليم الخصوصي ) نسفوا المشروع لأنهم يقاومون مشروع الحكومة وأن أطراف ثالثة حرضتهم على عدم الانخراط في إدماج الأساتذة التي تكلفت الدولة بتكوينهم من المال العام، ومع الأسف سيتعاطف الناس معهم ويهتفون بحياتهم.
والحقيقة هو أن الحكومة لا تملك تصورا ولا تمتلك حلولا إبداعية وأفكارا ابتكارية في تدبير الشأن العام رغم توفرها على جيش من الوزراء والمدراء والخبراء والمستشارين، فاقد الشيء لا يعطيه. تدبير الحكومة لهذا الملف ينطبق عليه تماما المثل المغربي القائل '' سبق العصا قبل الغنم''.
''وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ'' صدق الله العظيم.

في 20 يناير 2016 الساعة 36 : 10

أبلغ عن تعليق غير لائق


7- تارودانت

كل الشكر لكم

وهل الشغيلة قادرة على خوض الأشكال النضالية المشروعة والمطلوبة في حالة إذا ما دعتها النقابات إلى ذلك؟

في 23 يناير 2016 الساعة 29 : 20

أبلغ عن تعليق غير لائق


8- نعم للإصلاح الخزي والعار لأعداء التغيير

نادية ص

ما أجمل ان نتحاور بالتي هي احسن. الأمر وصل إلى امر خطير.نسأل الله السلامة

في 24 يناير 2016 الساعة 53 : 16

أبلغ عن تعليق غير لائق


اضغط هنـا للكتابة بالعربية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على هذه المادة
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق





 
إعلانات
 
صورة وتعليق

مفارقة في التعليم
 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  تربويات TV

 
 

»  صورة وتعليق

 
 

»  حركات انتقالية

 
 

»  تشريع

 
 

»  بلاغات وبيانات

 
 

»  مذكرات

 
 

»  مواعد

 
 

»  أخبار متفرقة

 
 

»  أنشطة الوزارة

 
 

»  أنشطة الأكاديميات

 
 

»  أنشطة المديريات الإقليمية

 
 

»  مباريات

 
 

»  كتب تربوية

 
 

»  وجهات نظر

 
 

»  حوارات

 
 

»  ولنا كلمة

 
 

»  وثائق خاصة بمدير(ة) التعليم الابتدائي

 
 

»  الاستعداد للامتحانات المهنية

 
 

»  تكوينات

 
 

»  حركات انتقالية محلية

 
 

»  حركات انتقالية جهوية

 
 

»  حركات انتقالية وطنية

 
 

»  مذكرات نيابية

 
 

»  مذكرات جهوية

 
 

»  مذكرات وزارية

 
 

»  مستجدات

 
 

»  جذاذات أستاذ(ة) التعليم الابتدائي

 
 

»  بيداغوجيا الإدماج

 
 

»  الرياضة المدرسية

 
 

»  المخاطر المدرسية

 
 

»  عروض

 
 

»  تهنئة

 
 

»  تعزية

 
 

»  إدارة الموقع

 
 

»  الدعم البيداغوجي

 
 

»  التدبير المالي لجمعيات دعم مدرسة النجاح

 
 

»  التعليم و الصحافة

 
 

»  تربويات الأطفال

 
 

»  مستجدات تربوية

 
 

»  غزة تحت النار

 
 

»  خدمات تربوية

 
 

»  قراءة في كتاب

 
 

»  أحكام قضائية

 
 

»  أنشطة المؤسسات التعليمية

 
 

»  في رحاب الجامعة :مقالات و ندوات ومحاضرات

 
 
مواعد

مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للتعليم تنظم الدورة التاسعة للأبواب المفتوحة المخصصة لاستقبال طلبات أطر ومستخدمي أسرة التربية والتكوين المشرفين على التقاعد برسم سنة 2024


مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين أبوابا مفتوحة لفائدة كافة منخرطي المؤسسة بجهة سوس ماسة يومي 07 و08 مارس 2023

 
وجهات نظر

بعض الملاحظات حول تنزيل أهداف خارطة الطريق على مستوى السلك الثانوي


اشكالية الزمن في الحياة المدرسية واثرها على الوظائف العقلية والنفسية للمتعلم


تدنيس صورة المعلم في سلسلة (أولاد إيزة)


لماذا نحن امة لا تقرا ؟


هل يتدارك الأساتذة الزمن المدرسي الضائع؟!


هل تلقت النقابات التعليمية هبة حكومية؟!


أما آن للتنسيق الوطني أن يتعقل؟!

 
حوارات

من يؤجج احتجاجات الشغيلة التعليمية؟!


حوار مع الأستاذ مصطفى جلال المتوج بجائزة الشيخ محمد بن زايد لأفضل معلم


حوار مع الدكتور فؤاد عفاني حول قضايا البحث التربوي، وتدريس اللغة العربية

 
قراءة في كتاب

صدور كتابين في علوم التربية للدكتور محمد بوشيخة


سلسلة الرواية بأسفي الحلقة الأولى: البواكير و بيبليوغرافيا أولية

 
في رحاب الجامعة :مقالات و ندوات ومحاضرات
تيزنيت: ندوة وطنية حول موضوع المحاكم المالية ورهانات تعزيز الحكامة الترابية يوم الخميس 07 مارس 2024

 
خدمات