ضمن التدابير ذات الأولوية التي دأبت الوزارة على أجرأتها ما يسمى ب "عتبات الانتقال بين المستويات و الأسلاك". هذا التدبير الذي يأتي ضمن سيل من التدابير الأخرى المطبوخة في قاعات مكيفة دونما الرجوع إلى المعنيين الأوائل بالتنزيل الفعلي لها, يمكن أن نعتبره من وجهة نظرنا سيفا ذو حدين من خلال نقط ايجابية فيه و أخرى سلبية على الوزارة الوصية العمل على تذليل صعوبات تنزيله.
النقط الإيجابية:
إعادة القيمة الفعلية للتقويم كلبنة أساسية من لبنات الصرح التعليمي: فالتقويم هو أساس العملية التعليمية التعلمية و إذا "ضربنا" أي بناء في أسسه التي ينبني عليها فهذا البناء بالتأكيد سينهار. لهذا فقد عشنا لسنوات طويلة يتساوى فيها الناجح بمجهوداته و "الناجح" بمدفوعاته, "سنوات ضياع" ضاع فيها المستوى فلم يعد للامتحان ولا للفروض أي دور اللهم بروتوكالات لابد منها لملء أراشيف المؤسسات و برانم الوزارة.
إعادة إحياء "الدعم التربوي" كمرحلة تالية للتقويم و التي من خلالها يتم سد الثغرات و دعم المستلزمات والمكتسبات في وقت كان فيه الدعم التربوي المؤسساتي فترة راحة لأغلب- و أقول أغلب- العاملين بالقسم. فأسابيع الدعم داخل الأقسام تستغل إما في إعادة الدروس وربما بنفس المنهجية وبنفس الطريقة المتبعة أثناء الدرس العادي- و هذا فيه ضرب صارخ لمفهوم الدعم التربوي الذي يعتمد على نتائج التقويم ثم إلى تفييئ التلاميذ حسب حاجاتهم ثم إلى اعتماد المقاربة الفارقية و نظرية الذكاءات المتعددة و بداغوجيا الخطأ و غيرها من النظريات المؤطرة للدعم التربوي- إما أن أسابيع الدعم تتحول إلى فترة نقاهة للأساتذة و للتلاميذ استعدادا للدخول في مرحلة تالية لإرساء الموارد من جديد.
توحيد العتبات "معدلات" الانتقال بين جميع التلاميذ إن على مستوى المديرية الإقليمية أو الاكاديمية و سواء كانوا من روافد الوسط القروي أو من الحضري. و هذا فيه نوع من رد الاعتبار لجميع التلاميذ وتربيتهم على الانصاف و تكافؤ الفرص في وقت كانت عتبات الانتقال تحدد على مستوى المديرية الإقليمية أو الأكاديمية فنجد محظوظا "نجح" بمعدل 4.60 من 10 في حين في نفس المديرية – أو في منطقة أخرى- نجد آخر قد "سقط" ب 4.90 مثلا.
غير أن الوصول إلى هذه الإيجابيات لابد له من وضع خطط موازية نذكر منها:
التخفيف الحقيقي من البرامج و المقررات و إرجاء تدريس بعض المواد إلى المراحل التالية أو إلى الاسلاك الموالية. وهذا من شأنه أن يوفر حيزا زمنا في الايقاعات المدرسية للدعم المؤسساتي يكون ضمن استعمال الزمن للأستاذ.
توفير عدة العمل للمؤسسة من قبيل آلة النسخ و الاوراق و الأقلام والملفات و الدلائل و مراكز التوثيق و البحث و ....... فالدعم التربوي يعتمد كما قلنا على تفييئ التلاميذ حسب حاجاتهم مما يستوجب نسخ التمارين والأنشطة بعدد التلاميذ أو بعدد مجموعات الحاجة "groupe de besoins »
إبرام اتفاق بين الأستاذ والإدارة و المفتش- في إطار مشروع الأستاذ- بناء على التقويم التشخيصي المنجز في أول السنة. هذا المشروع ينطلق من المدخلات التي هي نتائج التقويم التشخيصي ليصل إلى المخرجات في آخر السنة... وعلى ضوء نتائج تقويم نهائي لنفس المجموعة يتم تقويم الأستاذ.
تعميم تجربة المدارس الجماعاتية و تجاوز المشاكل التي تتخبط فيها الآن. وهذا من شأنه أن "نضرب" به ثلاث عصافير بحجرة واحدة: فأولا نكون قد قطعنا مع الأقسام المشتركة أو لنقل الأقسام متعددة المستويات إذ سيتم تجميع التلاميذ في مؤسسة واحدة بأعداد مقبولة بيداغوجيا لتشكيل قسم موحد (رغم أنه بيداغوجيا يشكل قسما غير متجانس بالنظر إلى الشخصيات المختلفة للتلاميذ ولميولاتهم ولذكاءاتهم المتنوعة). ثانيا سيتم إسناد حصص للدعم العام والخاص للأساتذة الفائضين بعد تجميع المؤسسات. و ثالثا سيرتفع مستوى تمكن التلاميذ و سترتفع عتبة الانتقال. وهذا بطبيعة الحال يتطلب توفير التنقل و التغذية للتلاميذ و السكن للأساتذة كما سيشجع على الابتكار و الابداع حينما يستريح الأستاذ من أعباء الانتقال اليومي من المدرسة إلى منزله أو ما يصطلح عليه ب " لانافيط"
تعميم تقنيات الاتصال و التواصل من حواسب و أقراص و انترنيت بصبيب أسرع و أقوى. وهذا من شأنه أن يشجع على الابداع و الابتكار و الاستفادة من تجارب الآخرين كما يمكنه أن ينمي التعلم الذاتي التقويم عبر النظير و الدعم للتلميذ وللأستاذ على حد سواء.
تشجيع جمعيات المجتمع المدني و إبرام اتفاقيات شراكة بينها و بين المديريات الإقليمية وإحياء جمعيات مدرسة النجاح و إعطائها هامشا أكثر للتصرف في ميزانياتها –إن وجدت- من أجل البحث عن مؤطرين لحصص الدعم. أما العمل التطوعي فغالبا لا يؤتي أكله نظرا لقلة المؤمنين به أولا ثم نظرا للالتزام المكبل للمتطوع مما سيؤدي إلى الغياب أو التملص.
استكمال الحصص المقررة بححص الدعم بالنسبة للذين يعملون بحصص أقل و مراقبتها مراقبة خاصة حتى لا تكون حبرا على ورق.
أما السلبيات التي رصدتها فهي بالأساس:
قلة مدة تنزيل التدبير فثلاث سنوات 2016/2018 غير كافية نظرا لكثرة التحديات و الاكراهات.
الخوف الواضح من تفخيم النقط مما سيؤدي إلى نتائج عكسية.
"احتجاجات" الأسر من معدلات أبنائها خاصة منهم الذين ألفوا "الدفيع" إلى المستويات التالية.
تهميش الأساتذة و أطر الإدارة كقوة إجرائية وتنزيلية لهذا المشروع الذي لن يرى النور إلا باقتناع الأساتذة –كمنفذين رئيسيين- و الإدارة- التي أضيف لها عبء تدبير الانتقال بمنظومة مسار كما عليها البحث و التنقيب عن "المتطوعين" و تتبع المشروع ككل. تلكم إذن بعض الإيجابيات والسلبيات لهذا المشروع في انتظار مشروع جديد و تدبير آخر.
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها
1- تعقيب
فريد ايهوم
جميل ما ذكرته وما اقترحته استاذ ،لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه،هو منذ متى والوزارة تولي اهتماما لمثل هذه المقترحات؟ ومنذ متى ووزرناعفوا ووزارتنا تسطر مقترحاتها وتشرعن لسياساتها بمعية الاستاذ؟ اننا لا نملك الا ان ننفذ ما يُملى علينا،ثم نتحمل نحن الاخفاق الاكيد بعد ذلك .تحياتي
من معوقات الدعم التربوي عدم اقتناع أو رفض بعض الأساتذة القيام به رغم عدم استكمال حصصهم 24 ساعة .وبعضهم يبرر بعدم تلقي اي تكوين في الدعم .
عدم رغبة التلاميذ في حضور حصص الدعم .
لنجاح الدعم لا بد من فرضه ومراقبته ومتابعته من طرف المسؤولين وتضمينه في جداول الحصص وأن يطالب الساتذة ببرنامج الدعم أو المشروع الشخصي من طرف المفتشين وعلى أساس ذلك يتم تقويمهم
اود ان ارد عليك استاذي الكريم مع كامل احتراماتي لمنظرتك....
التقويم يعتمد على منهجية فاذا كانت المادة تدرس من غير منهجية كيف الى تقويمها
من يقوم بهذا الدعم التربوي واربابه قليلون جدا جدا ....
ليست لالعملية بابرام اتفاقيات وانما تنفيذ مقررات وفق نظام تربوي واضح وهذا منعدم للاسف وانت تعلم هذا طبعا وانت في وسط الميدان
المدارس الجماعاتية اجهضتها عادات العائلات خاصة للمتمدرسات ولو مدرسة نجحت فعلا الا بقلعة السراغنة للاسف تحولت فيما بعد الى مقاولات
اضعف تقنيات التواصل هي المعمول بها حاليا والقاعات المجهزة مغلقة في جل المؤسسات
جمعيات المجتمع المدني باي شراكة تشاركها المؤسسة اللهم ما تتسول به المؤسسة اليهم
اذا كانت الحصص المقررة تقدم بدون منهجية كيف تدعم النعدمات
المقترهات غنية الا ان تنزيلها فقير جدا وانت تعلم الاسباب
هذا ما سيحصل بالفعل
لهذا يتخرج من مدرستنا اميون
بالفعل اصبح الاستاذ موظفا بامتياز
اكرر اعتذاري لك اخي لاني عشت مع هذه المنظومة 40عاما لم معتمدا على تعليم تلامذتي القراءة والكتابة والحساب وكنت اخرج في اخر السنة راضيا عن نفسي لان كل تلامذي الذين يصلون الى الصف الموالي بمعدل حقيقي خاصة في الصف السادس
فلو كنت اطبق فعلا الطرق الوهمية التي مررنا با منذ 1976 الى الان لما حصل ذلك .....قول محب للقسم المشترك طيلة عملي التربوي اتمنى لك اتوفيق على كل مجهوداتك لاصلاح المنظومة لات مخربيها كثر : معلم يحب القسم ولا يملا الاوراق..لان الاطفال انفس بشرية
لقد سبق لوزارة التربية الوطنية أن فتحت منتدى تطلب منه من جميع المهتمين بالجانب التربوي رأيه من عدة نقاط في التدابير ذات الأولوية منها "عتبة النجاج" وفي هذا الصددأشير إن ما سجلناه في المنتدى هو رأية مجموعة كبيرة جدا من الفاعلين المباشرين في العملية التربوية ومما طرحناه في هذا المجال ما يأتي :
1 أن عتبة الانتقال في تنزيلها المقترح من الوزارة تفتقد تقنيا للعلمية والموضوعية ولتكافؤ الفرص
2 تطبيقها على التلاميذ المتعثرين مخلفات البنية التربوية السابقة يعد حيفا وضربا للتكافؤ، فيجب أن تنطلق العتبة المقترحة 5 على10 كعتبة للنجاح انطلاق من رأس البنية أي عند الاصلاح من المستوى الاول مع المقرر الجديد،
3 يجب تحديد استراتجية تقنية للدعم التربوي ملائمة لكل وضع تعليمي
4 المكلفون بالدعم التربوي يجب أن يتوفروا على كفاءة عالية في هذا التخصص عن طريق اخضاعهم مسبقا لتكوين كامل قبل التفعيل
5 يجب تحقيق بالموازاة أيضا تكافؤ في عدد التلاميذ بالأقسام والحد من ظاهر الاكتظاظ المرضي بها لأنها من أهم أسباب التعثر مع الأسف
وأخيرا وليس أخيرا يجب اعتبار الاستثمار في الموارد البشري أهم استثمار بالنسبة للوطن فيجب الصبر الكبير في توفير جيع الامكانات المالية والتقنية والتكوينية لهم في التكوين مع توفير الكفاءات الكافية لهذا التكوين
ودون تحقيق هذه الأمور فإننا نعتبر الاصلاح ما هو مع الاسف إلا صرخة في واد
وأرى أنه يجب توحيد معاملات جميع المواد بالثانوية الإعدادية ( أن تكون كلها " معامل 1 " ). فمعامل مادة الرياضيات حاليا هو5 بالنسبة للسنتين الأولى والثانية، و3 بالنسبة للسنة الثالثة في الامتحان الموحد الجهوي ! ومعلوم أن مستوى التلاميذ ضعيف في هذه المادة، وبالتالي فإنه يصعب على أكثر التلاميذ الوصول إلى عتبة الانتقال: فمن حصل على النقطة 04/20 مثلا، فإن النقطة ستصبح 20/100 حسب المعامل 5 ؛ والتلميذ سيحتاج إلى 30 نقطة، للوصول إلى المعدل 50/100 ! فمن أين سيأتي بها؟