بيوكرى -اشتوكة ايت باها-
الملاحظ خلال السنين الأخيرة، ولاسيما اثناء الجائحة، اعتماد الوسائل التكنولوجية في كل المعاملات بما فيها الجانب التربوي (التعليم عن بعد...) مما أدى إلى تغييب او تقليص المقاربة الورقية في هذا الجانب.
سنقتصر في موضوعنا هذا على الاعلام والتوجيه التربوي وما مدى تطوره في استعمال هذه الوسائل التكنولوجية في خدماته الكثيرة والمتنوعة.
فقبل حلول الجائحة تم العمل على اعداد المسطرة الرقمية للتوجيه المدرسي والمهني والتي لعبت وستلعب دورا كبيرا في تسهيل مختلف العمليات المتعلقة بكل ما له علاقة بالتوجيه او إعادة التوجيه.
هذه المسطرة التي تضم:
- رغبات التوجيه؛
- مهنة الحلم؛
- رغبات إعادة التوجيه؛
- استمارات ( بالنسبة لمستوى الثالثة إعدادي).
لقد سهلت هذه المسطرة إنجاز هذه العمليات. ولأول مرة، أصبح متعلمو مستوى الثالثة إعدادي قادرين على التعبير على رغباتهم بعد تعبئة الاستمارات الخاصة بذلك ( استمارة الميولات المهنية واستمارة الميولات الدراسية). ونحن نعلم ما يستلزم ذلك من توفير العدة اللازمة ومن جهد كبير من قبل كل المتدخلين.
فزيادة على منصة المسطرة الرقمية للتوجيه المدرسي والمهني، هناك عدة مواقع الكترونية وصفحات فايسبوكية ومجموعات وات ساب تعنى بالإعلام والتوجيه التربوي وذلك من مدة طويلة، هذه المواقع والصفحات التي يشرف عليها اطر التوجيه التربوي، مما يبين ان المقاربة الورقية (الدلائل، الكراسات...) في هذا المجال أصبحت متجاوزة أمام كل هذه الطرق في التعامل مع كل المستجدات في هذا المجال.
فقد أصبح التفكير ضروريا الان في:
- العمل على اعداد منصات الكترونية خاصة بكل عتبات التوجيه التربوي مصحوبة باستمارات او روائز ( على غرار مستوى السنة الثالثة ثانوي إعدادي ) وذلك لما سيوفره من ربح للوقت وجعل المتعلم يتعامل مع هذه الوسائل التكنولوجية من أجل بناء وتحقيق مشروعه الدراسي والمهني وذلك استعدادا لما بعد البكالوريا حيث يلزمه استعمالها في تسجيلاته وتتبع مسار اختياراته عبرها؛
- توفير مزيدا من الفضاءات الخاصة بذلك داخل المؤسسات التعليمية؛
- توفير العدة اللازمة بالعدد الكافي وذلك بالبحث عن شركاء في هذا الجانب...
- ادراج كيفية التعامل مع هذه المنصات في المناهج الدراسية وخصوصا في حصص المعلوميات والتكنولوجيا، وخلال حصص المواكبة.
ان المقاربة "القديمة" في هذا المجال أصبحت متجاوزة امام التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي نظرا لتوفر المعلومة بكثرة، والتي يجب على المتعلم ان ينتقي منها الصحيحة والمحينة. كما يجب عليه التدرب على استعمال الوسائل التكنولوجية ليصبح قادرا على الاعتماد على نفسه في تكوينه. وتبقى له فقط الاستشارة في بناء مشروعه الدراسي والمهني.