بقلم الأستاذ رشيد شديد
سيرا على نهجها، نظمت ثانوية المجد التأهيلية بالمديرية الإقليمية لإنزكان أيت ملول، السبت الماضي، حفلا تكريميا لفائدة الأطر التربوية بالمؤسسة المحالة على التقاعد برسم سنة 2016 عرفاناً بالمجهودات التي بذلتها والتضحيات التي قدمتها خلال مسيرتها المهنية الغنية بالعطاءات. ويتعلق الأمر بالأستاذين ابراهيم الحسيني (مدير المؤسسة) وعبد العزيز يوسفي (أستاذ اللغة الإنجليزية) اللذان استفادا من التقاعد النسبي، بالإضافة الى الأستاذ محمد ساهب (الحارس العام للخارجية)، والذي استكمل السن القانونية للتقاعد غير أن الوزارة الوصية قررت الإبقاء والاستفادة من خدماته الى غاية نهاية الموسم الحالي.
افتتح الحفل، الذي حضرته معظم الأطر العاملة بالمؤسسة بالإضافة الى بعض الضيوف، خاصة الأطر المحتفى بها سابقا والتي لا تتوانى عن حضور مثل هذه اللقاءات، بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الأستاذ محمد سالم أسعير أستاذ التربية الإسلامية. بعد ذلك تناول الكلمة السيد المدير مصطفى سي بيه الذي ذكر ببعض من عطاءات المحتفى بهم في مجالات اشتغالهم وكذا بخصالهم الحميدة وخاصة بتلك الأحاسيس الجياشة التي تحضرنا كتربويين مع كل وداع لأحد رواد المعرفة بمؤسستنا. وباسم الأساتذة قدم الأستاذين عبد الرحيم خنبوبي ورشيد بن رشيد كلمة بالمناسبة تضمنت قصائد وآيات المدح والتبجيل لأطر سيفتقدها المشهد التربوي لا محال لما تميزت به من حكمة وحنكة وتبصر وكفاءة في مختلف المهام التي أنيطت لها وأشرفت عليها بشرف وضمير حي.
ولتقريب الحضور من المسار التكويني والمهني للمحتفى بهم تم عرض مجموعة من الصور التي تؤرخ لأبرز المحطات في حياة كل محتفى به على حدة، فقرة تفاعل معها الأساتذة الأفاضل بكثير من الحنين الى زمن جميل مضى لكنه ظل محفوظا في الذاكرة ومعه صعاب وطرائف لا حصر لها. كرونولوجيا الأحداث جعلت من الفقرة بيوغرافيا مصورة لخص بها أبطالنا حياتهم في دقائق وإن كانت ساعات طوال للتعليق لم تكن لتكفي لتجيب عن كل أسئلة السرد. اضافة الى هذه الفقرة خصصت أخرى تحت عنوان "سؤال جواب" طرح من خلالها الحاضرون من أساتذة وضيوف مجموعة من الأسئلة على نجوم الأمسية من قبيل: أرائهم حول بعض قضايا التربية والتكوين مثل التوظيف بالتعاقد الذي أطلقته الوزارة مِؤخرا، والإصلاح الذي يراه كل واحد منهم استراتيجيا للرقي بالمنظومة التعليمية، كما طلب بعض الحضور من المحتفى بهم رواية بعض الطرائف التي عاشوها خلال إحدى محطاتهم المهنية، بالإضافة الى برامجهم في مرحلة ما بعد التقاعد،... إلى غيرها من الأسئلة التي كان الهدف منها الإستفادة من التجربة والخبرة التي راكمها جيلهم سواء في تدبيرهم المهني أو حياتهم الشخصية.
وفي آخر الحفل تناول المحتفى بهم كلمة ختامية عبروا من خلالها عن سعادتهم بهذه المبادرة ونوهوا بهذه السنة الفاضلة التي دأبت ثانوية المجد على احيائها مع احالة أحد أطرها على التقاعد، كما قدموا مجموعة من النصائح لزملائهم سواء أولئك الذين هم في بداية مسيرتهم المهنية أو الذين هم في وسط الطريق أو المقبلون على التقاعد خاصة وأن هذه المرحلة –أي التقاعد- غالبا ما يطالها الإهمال سواء من لدن الموظف نفسه أم الدولة، فيجد المحال على المعاش نفسه في كثير من الأحايين ضحية لقلة الإستعداد وغياب برامج اجتماعية تستهدفه ولومن باب رد الجميل. وقد كانت هذه النقطة ذات أثر كبير في نفوس الحاضرين خاصة مع تناول المدير السابق، السيد ابراهيم الحسيني، الكلمة باسم المحتفى بهم وكشفه عن بعض ما يخالج تفكير المتقاعد بشكل عام.
وبالمناسبة، قدم الأستاذ عبد العزيز يوسفي، مشكورا، مجموعة من الكتب معظمها باللغة الإنجليزية بهدف اغناء خزانة المؤسسة والتي لازالت في طور الإنشاء، وهي رسالة مشفرة الى الزمان تتحداه وتقول له أن عطاءات الأستاذ وعطاياه لا تموت.
وقد دام هذا الحفل البهيج زهاء ست ساعات افتتح بمأدبة غذاء وتخلله حفل شاي لينتهي بتوزيع هدايا رمزية وشواهد تقديرية على الأساتذة الأفاضل الذين أفنوا عمرًا ليس باليسير في خدمة التربية والتكوين، شأنهم في ذلك شأن كل أبناء الوطن الأحرار الغيورين على مستقبل بلدهم الحبيب.
الشكر موصول لكل من ساهم من قريب أو بعيد، ماديا أو معنويا في انجاح فقرات هذا الحفل ونخص بالذكر منسقي النشاط السيد مصطفى سيبيه مدير المؤسسة والأستاذة فاطمة أحربر، أستاذة اللغة الفرنسية، وباقي أعضاء لجنة التنشيط.