الإعلان عن ندوة دولية في موضوع:التعليم والتعلمات المدرسية: الأطر النظرية وآليات التنزيل
بنادي الهمداني (قاعة محمد عابد الجابري) / الدار البيضاء
ينظم "التضامن الجامعي المغربي"، و"مختبر العلوم المعرفية" التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر المهراز (جامعة سيدي محمد بن عبد الله-فاس) ندوتهما الدولية الأولى في موضوع:التعليم والتعلمات المدرسية: الأطر النظرية وآليات التنزيل خلال يومي:السبت والأحد 28 و 29 مارس 2015، بمشاركة باحثين من الوطن وخارجه ممن يهتمون بكل ثوابت العملية التعليمية التعلمية، ومكوناتها.
الورقة العلمية للندوة
تعددت أوجه إشكالية التعليم وتدريس المعارف في عديد من المجتمعات المعاصرة، والمغرب من بينها، كما تعددت أوجه الحل والإصلاح وترميم الإصلاح أو إصلاحه... ونشطت معها عمليات استيراد المفاهيم وإسقاط الحلول البيداغوجية والأدوات الديداكتيكية، كما نشطت عمليات ترجمة الحلول والمناهج والمضامين من لغات أخرى أو تعريبها، أو تبيأتها.
كما عرفت هذه الإشكالية –ومازات- تجاذبات سياسية، تدخل فيها أصحاب المال والأعمال، لتوجيه التعليم وجهة تحقق المنافع المادية للشركات وتصون مصالحها، أو لتحقيق أرباح آنية أو مستمرة في الزمن باستمرار اعتماد المناهج والكتب، التي تنتج الربح المادي للبعض وتعيد إنتاج نظام رمزي متهالك ومنهك.
وإذا كان البعد الأمني حاضرا أيضا في هذه الجدلية، فإن الغائب الأكبر في سياق هذا النقاش المحموم أحيانا والمبتذل أحيانا أخرى، هو الباحث العلمي المؤهل علميا بكل تصوراته المبنية على دراسة الواقع، وتشخيص عميق لمكامن الخلل فيه، مع ما يمكن أن يقترحه من حلول ملائمة تستند إلى مرجعيات نظرية واضحة تتوفر فيها شروط التوافق من حيث المرامي والأهداف. كما أن الغائب الآخر عن هذا النقاش، هو الممارس التربوي. بمعنى أن قطبي إصلاح التعليم غائبان، فمن يقوم بإصلاح التعليم؟
إن الإصلاح الذي نقصد للتعليم، ليس هو ذاك الإصلاح الذي ينطبق على الآلات، أي تغيير قطعة مهترئة بأخرى متوافقة معها، كما قد يفكر في ذلك التقني بمنطقه المحدود، فنقول أننا سنصلح مضامين الكتب المدرسية، أو سنصلح مناهج التعليم، أو سنصلح هيأة التعليم، من خلال فرض توزيع زمني عليه لا يترك له حتى حرية التنفس، فبالأحرى الإبداع في مجال ممارسته التعليمية. إن ما نقصده بالإصلاح هو الرؤية المنظومية التي تنطلق من المتعلم وتعود إليه، وبينهما تدقيق المكونات التي تتفاعل فيما بينها لخلق سياق تعليمي منسجم، ينعكس إيجابا على المتعلم الذي سيصبح رجل الغد، ويأخذ على عاتقه مسؤولية تسيير البلد.
وإن كنا لا ندعي في هذه الندوة الدولية الإحاطة بكل الجوانب المؤثرة في العلمية التعليمية، فإننا نبتغي –على الأقل حاليا- تدقيق النظر في الأطر المرجعية والنظرية للتعليم والتعلم بالمدرسة، ورصد خصوصياتها، ومكوناتها، وأهدافها البيداغوجية، وتوجهاتها الديداكتيكية. كما نطمح في هذه الندوة إلى تناول أساليب ترجمة هذه النظريات وتنزيلها في سياقات خاصة تلائم خصوصيات المتعلم وحيثيات التعلم والهدف من التعليم.
إن هذا المبتغى لن يتحقق إلا بسن سياسية وطنية تثمن البحث العلمي وتعتمده نبراسا لتسطير أي برامج أو بلورة أي مناهج تعليمية، بحث علمي رصين يكون الطفل محوره ومنطلقه والهدف منه، من أجل بلورة أساليب تعليمية- تعلمية تراعي خصوصياته المعرفية وأساليب تعلميه وإيقاعاته، وتراعي أيضا سيرورات استقباله للمعلومات وتخزينها واسترجاعها، بقصد التأكد من تحقق التعلم أولا، وتحقيق الفهم والاستيعاب ثانيا، وتحويل هذه المعارف المكتسبة إلى وضعيات سياقية أخرى تمكن المتعلم من توظيف معارفه للتكيف بعد ذلك مع السياقين: الدراسي والاجتماعي. وبذلك يكون المقصد من التعليم تكوين شخصية مبدعة ومستقلة وقادرة على التكيف مع ضرورات الحياة، وليس كيسا من المعارف. أن نعلم الطفل مهارات التعلم واستراتيجياته معناه أننا نهيؤه لمواجهة تقلبات الحياة، أما شحنه بالمعارف، فمآلها النسيان. وبذلك، يتحقق الانسجام المأمول بين الدراسات العلمية والعملية التعليمية التعلمية برمتها.
وإن كانت الأهداف العامة لهذه الندوة ماثلة في المقضيات التي سطرناها سلفا، فإن إثارتنا لمشكل تعلم اللغات يبقى أيضا مسألة وازنة في هذه الندوة، خصوصا ما تعلق منها بتعليم اللغات الأجنبية لمتكلمي اللغة العربية، من جهة؛ ومن جهة أخرى، تعليم اللغة العربية لغير المتكلمين بها، مستحضرين الصعوبات التي تواجه متعلم اللغة الأجنبية المختلفة نطقا وكتابة عن اللغة العربية، ورصد أيضا الصعوبات التي تطرحها الخصوصيات النطقية والكتابية لتعليم اللغة العربية، سواء لدى المتعلم المحلي أو المتعلم الأجنبي غير المتكلم بها.
وبناء على ما سبق، تتحدد محاور ندوتنا الدولية فيما يلي:
1. الأبعاد التطبيقية والامتدادات التربوية للنظريات التعليمية-التعلمية.
2. الخصوصيات الديداكتيكية وإكراهات الممارسة التعليمية-التعلمية داخل الفصول الدراسية
3. مقتضيات تعليم اللغات وتعلمها
4. عوائق العملية التعليمية التعلمية وصعوباتها
ويبقى الهدف الأسمى من وراء تنظيم هذه الندوة الدولية، هو إثارة النقاش حول الوضع التعليمي بالمؤسسات التعليمية والتربوية، والاستماع إلى آراء الباحثين والممارسين في الميدان التعليمي، بتعدد مقارباتهم النظرية والإجرائية المرتبطة بالعملية التعليمية التعلمية، من أجل التقريب بين كل الفاعلين في الحقل التربوي من جهة، وتخصيب النقاش حول انشغالاتهم وأدوارهم، كل من موقعه، من أجل استفادة متبادلة.
المرجو النقر أسفله لتحميل الورقة العلمية :
*******
المرجو النقر أسفله لتحميل البرنامج :