حاوره: سعيد الشقروني
سؤال: بداية أشكركم السيد محمد الشلهاني على قبول الدعوة لإجراء هذا الحوار الذي لنا اليقين بأنه سيكون مفيدا وذا إضافة.
جواب السيد محمد الشلهاني: بدوري أتقدم بالشكر لكم ومن خلالكم إلى منبركم الإعلامي على مدى الاهتمام بحركية نضالات الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب وخاصة بمدينة مكناس، الشكر موصول أيضا لكل المنابر الصحفية المكتوبة والإلكترونية على متابعتها المكثفة لهموم شغيلة المؤسسات التعليمية على العموم وفئة الإدارة التربوية على الخصوص.
سؤال: أجدني ملزما في إطار التقاليد الإعلامية قبل الخوض في الحوار أن أقدمكم للقراء وللمتتبعين ومتصفحي مستجدات الخبر الصحفي..نحن نحاور السيد محمد الشلهاني، مدير مدرسة الأزهر بنيابة مكناس، ورئيس المكتب الإقليمي للجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب "فرع مكناس"، وعضو المكتب الجهوي بالتنظيم نفسه.. مناضل، ومهتم بالعمل الجمعوي المدني، وفاعل تربوي.
السيد محمد الشلهاني: العفو محاوري العزيز، على الرحب والسعة.
س:نحن على بعد أيام قليلة من الوقفة الاحتجاجية التي خاضتها الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب أمام النيابات الإقليمية للتعليم التي اعتبرها المتتبعون أول خطوة تصعيدية لجمعيتكم.. ما سياق هذه الوقفة؟
ج: أول معطى حقيقي يجب أن نتفق عليه باعتباره مسلمة أساسية، هو أن الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب لم تكن يوما تتخذ من الاحتجاج ولا الإضراب ولا المسيرات هدفا في حد ذاته، بل كنا في كل لحظة نجد أنفسنا مضطرين إلى خوض هذه المعارك بسبب سد أبواب الحوار من طرف وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني عن سبق إصرار.
واسمحوا لي بعد هذه التوطئة، أن أعود إلى سؤالكم لأضعكم من خلاله في سياق هذه الوقفة التي تأتي تنفيذا لقرارات المجلس الوطني المنعقد بمدينة أزرو يوم السبت 28 نونبر 2015 نيابة إفران، والتي تبناها المكتب الوطني للجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب جملة وتفصيلا. بمعنى أننا قمنا بتفعيل أولى خطوة تصعيدية والمتمثلة في وقفة احتجاجية أمام النيابات الإقليمية للتعليم بربوع الوطن تحت شعار"لا إصلاح دون تسوية الوضعية النظامية لمدير المؤسسة التعليمية"، وهي الرسالة الأولى غير المشفرة الموجهة إلى من يهمه الأمر.. وسياقها المرجعي له علاقة بسد باب الحوار على مستوى المكتب الوطني للجمعية والوزارة الوصية، مع مجموعة من التراجعات طالت حتى المحضر المشترك الموقع بين الجمعية وبين وزارة التربية الوطنية بتاريخ 05/05 /2011؛ مع الإشارة إلى أن الوزارة عمدت إلى تهميش مطلبين أساسيين: الأول يتمثل في مطلب وضع إطار خاص بهيأة الإدارة التربوية، والثاني يتجسد في مطلب إخراج القانون الأساسي المتضمن لهذه الفئة، ويستتبع كل ذلك تهميش الوزارة لهياكل الجمعية وتغييبها كفاعل أساسي في إصلاح المنظومة .
س: ما هي الوضعية الراهنة لأطر الإدارة التربوية؟
ج: لم يعد خافيا على أحد أن الإدارة التربوية بالسلك الابتدائي في ضعية لا تحسد عليها، بسبب ما طالها من حيف وتهميش وإخفاقات بدءا من الإعفاءات المزاجية، وقلة الموارد البشرية، والافتقار إلى وسائل العمل، والإجهاز على السكنيات الوظيفية والإدارية، وإثقال كاهل المدير بالمهام الإدارية والتربوية والمالية إلى درجة أن البعض منا صار يقوم حتى بمهام الكنس والتنظيف والحراسة، ناهيكم عن إصرار الوزارة في رفض تضمين النظام الأساسي نظاما خاصا بهيأة الإدارة التربوية ...
مسؤولون بهذا النوع من الضغط والإكراهات اليومية، ماذا سيكون عليه حالهم الراهن؟
س:هل يمكن القول إنها وقفة خاصة فقط بمديرات ومديري التعليم الابتدائي؟ أليس هذا فئوية داخل جسم الإدارة التربوية؟
ج: سيدي الكلام يطول في هذه النقطة، والأمر يقتضي حديثا مطولا له صيرورة وامتدادات ذي أبعاد ربما تتعدى الحيز المخصص لهذا الحوار..لكني أقول هذا بيت القصيد، لقد اتخذنا من الفئوية فلسفة لتحقيق المطالب باعتبارها نهجا نضاليا وسيطا من أجل الضغط كفئة لتحقيق مطالب فئوية تتدرج ضمن المطالب العامة للشغيلة التعليمية ألا وهي: الكرامة والدفاع عن الحقوق المادية والمعنوية، وصيانة المكتسبات التي تم تحقيقها بفعل التراكم النضالي الموحد للطبقة العاملة، مع التأكيد على أننا لسنا بديلا نقابيا، كما يحاول البعض الركوب على ذلك من أجل تمييع مواقف الجمعية ومحاولة المساس بالأسس النضالية التي انبنت عليها.
س:هل بالإمكان أن تضعوا المتتبع في الصورة العامة للحوار مع الجهة الوصية؟ أو بمعنى آخر أين وصل الحوار ؟
ج: إن الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب تؤمن إيمانا راسخا بأن الحوار هو الوسيلة الحضارية لتحقيق المكاسب والحقوق، لكن الطرف الآخر وأعني بذلك وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني هو الذي يتحمل وزر إخفاق الحوار، وسد أبوابه، وهو بذلك يزيد من حدة الاحتقان والتوتر اللذين لا يمكن التنبؤ بعواقبهما الوخيمة متى تمسكت الوزارة بموقفها السلبي من فتح الجوار الجاد والمسؤول.
س:ما العناوين الكبرى للملف المطلبي للجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب؟
ج: تتمتع مطالبنا بالمصداقية والإجماع الداخلي للجمعية، ومصداقية تستمد قوتها من قوة القاعدة الواعية بتحسين ظروف العمل مع تحديد المهام، والإحساس بالكرامة والاحترام مع تثمين الجهود، وهي مطالب نتقاسمها مع المنظمات النقابية التعليمية. ويمكن تلخيص الأهم فيما يلي:
1) مطالبة الوزارة بفتح حوار جدي ومسؤول مع الجمعية باعتبارها شريكا أساسيا وجديا داخل منظومة التربية والتكوين، يفضي إلى تحصين الوضعية النظامية لهيأة الإدارة التربوية من خلال تنزيل الإطار الخاص بالمديرين.
2) تفعيل المحضر المشترك ومطالبة الوزارة بالتدخل لدى الأكاديميات والنيابات بتنفيذ بنوده.
3) توفير الإمكانات البشرية والمادية والتقنية بالمؤسسات التعليمية .
4) مطالبة الوزارة بإرجاع مستحقات المديرات والمديرين الذين طالهم مرسوم التمديد بعد بلوغ سن التقاعد.
س: في حالة إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، ما هي ملامح المسار النضالي لمنظمتكم؟
ج: في حالة ما إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن المجلس الوطني للجمعية المنعقد بأزرو والمشار إليه آنفا، قد سطر في بيانه الأخير برنامجا نضاليا تصاعديا مرتبا كالآتي:
- وقفات أمام النيابات يوم 29/12/2015 وهي التي تم تنفيذها؛
- وقفات أمام الأكاديميات الجهوية يوم 14/01/2016؛
- وقفة أمام الوزارة يوم 29/02/2016؛
- تنظيم مسيرة وطنية من باب الوزارة في اتجاه مقر البرلمان، سيعلن عن تاريخها في الاجتماع المقبل للمكتب الوطني الذي سينعقد خلال هذا الشهر.
لكننا نؤمن بأن أفضل حل لأي مطلب هو ذاك الذي ينبثق عن حوار تتفاوض حوله الأطراف والفرقاء بجدية ومسؤولية بعيدا عن منطق الغالب والمغلوب، وأنتهزها مناسبة لأعلن بأن الجمعية على حداثة إحداثها قد راكمت في سجلها النضالي ضحايا ارتقت مرتبتهم إلى درجة الشهداء، شهداء ملف مطلبنا الاجتماعي، فالرحمة على أخوينا (عمر أوروي وموحى خوسي). ويبقى ندائي الأخير موجه إلى الوزارة بأن تتحلى بروح دستور 2011 وخاصة في مجال القبول بالمجتمع المدني كشريك فعال ذي قوة اقتراحية، وغير ذلك لن يثنينا عن الدفاع بكل ما نملك وبالطرق المشروعة عن ملفنا المطلبي.
س: السيد محمد الشلهاني رئيس المكتب الإقليمي للجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب بمكناس، أجدد شكري لكم بقبول الدعوة.. سعدنا بهذا الحوار معكم.
ج: العفو، محاوري العزيز، دام لكم التوفيق، وتحية من هذا المنبر لكم ولكل الغيورين.