أطر التضامن الجامعي المغربي المغربي بشراكة مع جمعية الوحدة للأعمال الاجتماعية للتعليم بمدينة الوطية ندوة تربوية في موضوع مخاطر المهنة والعنف بالوسط المدرسي ، وذلك تحت شعار من أجل وسط تعليمي سليم وملائم .
أجريت هذه الندوة يوم الأحد 22 ماي 2016 بفضاء المعهد العالي لتكنولوجيا الصيد البحري بمدينة الوطية، وأطرها الأستاذين الكريمين عبد الجليل باحدو رئيس التضامن الجامعي المغربي والأستاذ مبارك مبركي المدير التنفيذي للتضامن الجامعي المغربي .
انطلقت هذه الندوة بكلمة ألقاها السيد رئيس جمعية الوحدة للأعمال الاجتماعية للتعليم بالوطية شكر فيها الأستاذين على روحهما المبادرة في خدمة أسرة التربية والتكوين بربوع الوطن وخاصة بالأقاليم الجنوبية للملكة مؤكدا على أن حضورهما وتكبدهما عناء السفر نحو مدينة طانطان الشاطئ " الوطية " ليس بالأمر الهين وهذا يبرز حجم التضحيات التي يقدمها أفراد التضامن الجامعي المغربي .
وفي نقطة موالية شدد رئيس الجمعية على أهمية الأدوار التي يقوم بها التضامن الجامعي المغربي في خدمة الهيئة التعليمية، والتي من بين مرتكزاتها التكوين المستمر وتجديده من أجل الترقي المهني وتحسين الوضع الاجتماعي والمادي لأسرة التعليم، كما توجه بالشكر الجزيل لمدير المعهد العالي لتكنولوجيا الصيد البحري بالوطية على تعاونه وتوفيره لمدرج المعهد لتنظيم هذه الندوة و السيد المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني على دوره الطلائعي في دعم الأنشطة التي تساهم في مسلسل التكوين المستمر لرجال ونساء التربية ، ووجه الشكر أيضا لأعضاء أسرة التربية والتكوين بالحوض التعليمي بالوطية على حضورهم الوازن والمهم .
بعدها انتقل الجميع إلى جو أكاديمي مع الأستاذ عبد الجليل باحدو الذي قدم عرضا مميزا حول العنف بالوسط المدرسي ، والذي قارب فيه الموضوع من منظور شمولي حيث استعرض كرونولوجية العنف بالمدرسة المغربية منذ مرحلة ما قبل الإستعمار مرورا بالمرحلة الكولونيالية
وقوفا عند العنف الممارس حاليا والذي تتعدد تمظهراته وتمفصلاته
لقد قدم الأستاذ في تدخله هذا نظرة شاملة عن الموضوع ارتكزت في طياتها على ماعرفه التعليم من تدخلات سياسوية أحيانا ومجتمعية أثرت في سيرورة المدرسة المغربية عموما وفي تطور ظاهرة العنف خصوصا ، حيث أشارت مجمل الدراسات التي أجراها التضامن الجامعي المغربي إلى أن مسألة العنف تنامت وبشكل أصبح يطرح مشكلا أمام إصلاح المنظومة التعليمية مع عرض بعض الحالات التي تبين تعدد أشكال العنف وأطرافه .
وقد خلص الأستاذ في نهاية مداخلته على اقتراح بعض الحلول التي من شأنها حماية المدرس والتلميذ معا من العنف الذي أصبح مسألة مجتمعية تقتضي الوقوف عندها مطولا
واختتمت هذه الندوة التربوية بفتح باب النقاش أمام الحاضرين، الذين تعددت تدخلاتهم والتي ركزوا من خلالها على تحديد أدوار التضامن الجامعي في هذا المجال من أجل حماية الهيئة التعليمية وتقويتها بالزاد التربوي والقانوني لمواجهة هذه المعضلة التي أشار المتدخلان الأستاذ ميارك مبركي والأستاذ عبد الجليل باحدو على أنها لم تصل بعد إلى أن تصبح ظاهرة هيكلية وإنما هي مجرد حوادث متفرقة تختلف مسبباتها بدليل نسبتها من مجموع أعضاء هيئة التدريس على المستوى الوطني ومجموع عدد المتمدرسين.