جواب الوزارة على أسئلة شفهية في إطار وحدة الموضوع
حول
تدابير الوزارة لمواجهة تداعيات زلزال الحوز
الفرق: الأصالة والمعاصرة-الحركي-المجموعة النيابية للعدالة والتنمية-التجمع الوطني للأحرار الدستوري الديموقراطي الاجتماعي-التقدم والاشتراكية-الاستقلالي للوحدة والتعادلية
الاشتراكي المعارضة الاتحادية
مجلس النواب
الاثنين 16 أكتوبر 2023
تدابير الوزارة لمواجهة تداعيات زلزال الحوز
الفرق: الأصالة والمعاصرة-الحركي-المجموعة النيابية للعدالة والتنمية-التجمع الوطني للأحرار-الدستوري الديموقراطي الاجتماعي-التقدم والاشتراكية-الاستقلالي للوحدة والتعادلية-الاشتراكي المعارضة الاتحادية
المدة: 13 دقيقة
الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسولِ الله وعلى آله وصحبه،
السيد الرئيس المحترم،
السيدات والسادة النواب المحترمون،
أود في بداية هذه الجلسة، أن أترحم، مرة أخرى، على شهداء زلزال الحوز، تغمدهم الله بواسع رحمته ومغفرته، وأن أتقدم بخالص العزاء لعائلاتهم، مع متمنياتنا بالشفاء العاجل لكل المصابين.
وعلى إثر هذه الفاجعة الأليمة، فقد بادر صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بإصدار تعليماته السامية من أجل الاحتواء السريع لآثار الزلزال، وضمان الاستئناف السريع للخدمات العمومية، وإعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة.
وقد تجندت الوزارة في هذا الصدد على جميع المستويات مركزيا وترابيا بهدف احتواء تداعيات هذه الكارثة على المنظومة التعليمية، ذلك أن عددا من التلاميذ قد قضوا في هذه الفاجعة، رحمة الله عليهم، كما أن نسبة مهمة منهم أيضا قد تأثرت بشكل مباشر سواء من خلال الإصابة أو فقدان الأهل أو بعض أفراد العائلة، مثلما فقد الكثير منهم مساكنهم.
كما أن الأساتذة عانوا بدورهم بشكل كبير في المناطق المتضررة، وهنا أجدد الترحم على المتوفين منهم، متمنيا الشفاء للمصابين. وفي هذا الصدد، أود التنويه بالعمل الذي قامت به مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين في مواكبة المتضررين وأسرهم.
وسأقدم خلال هذه الجلسة التدابير المتخذة من طرف الوزارة لمواجهة آثار الزلزال، وذلك وفق المحورين التاليين:
- التدابير الاستعجالية المتخذة من أجل الاستئناف الفوري للدراسة؛
- برنامج تأهيل وإعادة بناء المؤسسات التعليمية المتضررة، والتنمية المندمجة للأقاليم المتضررة.
السيد الرئيس المحترم،
السيدات والسادة النواب المحترمون،
تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، وفور حدوث الزلزال، سارعت الوزارة إلى اعتماد جملة من التدابير الاستعجالية من أجل الاستئناف السريع للدراسة بالأقاليم والجماعات المتضررة.
وهكذا، فقد تفاعلت الوزارة، بشكل فوري، مع هذه الكارثة الطبيعية، حيث تشكلت، في الساعات الأولى من صباح يوم السبت 09 شتنبر 2023، خلايا أزمة مركزية، وأخرى جهوية بالأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمديريات الإقليمية الأكثر تضررا، انبثقت عنها لجن تقنية متخصصة، انكبت على تشخيص وتقييم الوضعية، وإيجاد الصيغ المناسبة لضمان الاستمرارية البيداغوجية.
وقد شكَّل الحفاظ على سلامة التلاميذ وأطر المؤسسات التعليمية، هاجسا رئيسيا، خلال اللحظات الأولى لحدوث الزلزال، وهو ما جعل الوزارة تبادر، بعد إجراء تشخيص أولي للوضعية، إلى تعليق الدراسة بالجماعات القروية والدواوير الأكثر تضررا من الهزة الأرضية، وذلك ب 42 جماعة موزعة بين أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت.
وتحرص الوزارة على مواكبة المدرسات والمدرسين في هذه الأقاليم، وتوفير الدعم النفسي لهم من خلال الخدمات الميدانية التي تقدمها مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، وعبر الإنصات لانتظاراتهم وانشغالاتهم أثناء التنقلات والزيارات التي قمنا بها للمؤسسات المتضررة.
وفي الوقت ذاته، وعلى مستوى المناطق التي لم تعرف تأثرا كبيرا بالزلزال، عملت الوزارة على اتخاذ حلول سريعة ومحلية لمواصلة الدراسة، حيث تم استئناف الدراسة بها، بعد التأكد من عدم وجود أدنى خطر على التلاميذ والأطر التربوية العاملة بها، كما تم اللجوء، ببعض المؤسسات، إلى تحويل التلاميذ بين الأقسام الدراسية داخل نفس المؤسسة، أو من مؤسسة تعليمية إلى أخرى مجاورة، وهو ما سمح باستمرار الدراسة بهذه المؤسسات، منذ بداية الأسبوع الأول الموالي لتاريخ حدوث الزلزال.
السيد الرئيس المحترم،
السيدات والسادة النواب المحترمون،
لقد اعتمدت الوزارة برنامجا استعجاليا لضمان الاستمرارية البيداغوجية، يتضمن شقا ماديا يهم توفير فضاءات الاستقبال وباقي مقومات العرض المدرسي، وشقا تربويا يهم التدابير المرتبطة بسير الدروس ومواكبة التلاميذ وهيئة التدريس.
فيما يتعلق بالشق المادي لبرنامج التدخل الاستعجالي، فقد أسفرت عملية التشخيص وتقييم الأضرار المادية للزلزال، إلى تصنيف المؤسسات التعليمية، حسب حجم الأضرار ودرجة الخطورة، إلى مؤسسات تستوجب الهدم الكلي أو الجزئي وإعادة البناء، وأخرى تتطلب الإصلاح والتأهيل، مع ما يرافق ذلك من إعادة التجهيز، حيث تم حصر حوالي 1000 مؤسسة تعليمية، بالإضافة إلى مجموعة من الداخليات ووحدات التعليم الأولي.
وقد بادرت الوزارة إلى اتخاذ مجموعة من الصيغ والبدائل والحلول الميدانية الكفيلة بضمان الاستئناف الفوري للدراسة بهذه المؤسسات، يمكن إجمالها فيما يلي:
1. تحويل التلاميذ من فصل دراسي لآخر داخل نفس المؤسسة التعليمية، أو نحو مؤسسات آمنة ومجاورة، داخل نفس الإقليم وإذا تعذر ذلك، داخل الجهة، وذلك بمراعاة الفئات العمرية للتلاميذ، والأسلاك الدراسية. وفي هذا الصدد، فقد تم تنقيل حوالي 7.000 تلميذة وتلميذ يدرسون بالسلك الثانوي، وذلك بعد إخبار وموافقة أسرهم، مع توسيع الطاقة الاستيعابية للداخليات المستقبلة؛
2. استقبال التلاميذ داخل خيام مجهزة، كمؤسسات تعليمية ميدانية أو كفصول دراسية، يتم استعمالها بشكل مؤقت، بالمناطق الصعبة الولوج، مع إضافة المرافق الصحية، وخاصة بأقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت، حيث سيبلغ عدد الخيام حوالي 1.200 خيمة. وللإشارة، فإن الوزارة تعمل على تعويض الخيام واستبدالها بأخرى تناسب ظروف فصل الشتاء وتتلاءم مع الخصوصيات الطبيعية للمناطق المعنية؛
3. توفير الوحدات الدراسية المركبة المسبقة الصنع (Modulaire)، على مدى شهرين، بتعاون مع شركاء الوزارة، إذ سيبلغ عددها حوالي 1.400 حجرة، فضلا عن توفير المرافق الصحية ومكاتب الإدارة. ومن المرتقب أن يتم إعادة استعمال الفضاءات والتجهيزات الخاصة بتنظيم الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، كوحدات دراسية بالمؤسسات التعليمية المتضررة من الزلزال؛
4. مواكبة تمدرس التلاميذ عبر التكيف مع التجمعات السكنية المؤقتة في المناطق المتضررة، ومن خلال الاستجابة لطلبات التسجيل بسبب الحركية المتواصلة للساكنة بعد الفاجعة؛
5. توفير النقل المدرسي للتلاميذ، بتنسيق مع مجالس الأقاليم، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بالنظر للإكراهات الميدانية التي فرضتها تنقلات التلاميذ؛
6. إيلاء عناية خاصة لموضوع سكن المدرسات والمدرسين المشتغلين بالدواوير، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لاستقرارهم بالدواوير المتضررة.
وقد أسفرت المجهودات لتوفير فضاءات الاستقبال، والتي تمت مواكبتها من الناحية التربوية، على العودة التدريجية للتلاميذ، بمختلف الفصول الدراسية، وذلك ابتداء من يوم الإثنين 18 شتنبر 2023.
أما فيما يتعلق بالشق التربوي لبرنامج التدخل الاستعجالي، فهو يشتمل على مجموعة من التدابير البيداغوجية. ومن بين هذه الاجراءات:
1.فتح قنوات للتواصل مع الأسر قصد التحاق من لم يلتحق من أبنائهم بالمؤسسات التعليمية، سواء الأصلية أو البديلة، وذلك بتعاون مع السلطات المحلية وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، مع اعتماد التوقيت المسترسل، متى كان ذلك ضروريا، للتخفيف من أعباء التنقل؛
2.تكييف استعمالات الزمن بالنسبة لتلاميذ القاعات الدراسية التي تم غلقها، والذين تم تحويلهم لمؤسسات تعليمية أخرى، مع تكييف استعمالات الزمن لجميع التلاميذ في المؤسسات المستقبلة، باستثناء المستويات التعليمية الإشهادية، التي تحتفظ بجميع الحصص النظامية لمواد الامتحانات الإشهادية، ولا سيما بسلكي التعليم الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي؛
3.تفعيل خيار اللجوء إلى تقليص الغلاف الزمني للحصص التعليمية في الثلاثة أشهر التي تلي الزلزال، والرفع من الأنشطة الرياضية والفنية، للتخفيف من الضغط النفسي، والاستعداد للرجوع إلى الوضعية الطبيعية التي كانت قبل الزلزال؛
4.تقديم الدعم النفسي للتلاميذ، حيث تم تنظيم تدريب مكثف ل 250 من أطر الدعم النفسي والاجتماعي، بتعاون مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، إضافة إلى إجراء تكوينات للأساتذة ومواكبة للتلاميذ من طرف المساعدات الاجتماعيات للأعمال الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن والعصبة المغربية لحماية الطفولة، وغيرهم من شركاء الوزارة؛
5.فسح المجال للعديد من الجمعيات الثقافية والفنية والرياضية لتنظيم أنشطة مشتركة مع أطر المؤسسات التعليمية، ثم توزيع محافظ جديدة وكتب وأدوات جديدة لتعويض الخسائر التي خلفها الزلزال؛
السيد الرئيس المحترم،
السيدات والسادة النواب المحترمون،
لقد شكلت اللجنة البين وزارية المكلفة بوضع برنامج استعجالي لإعادة تأهيل وتقديم الدعم لإعادة بناء المنازل المدمرة جراء الزلزال، التي تم إحداثها تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، إطارا حكوميا لتنسيق التدخلات، من أجل بلورة عرض واضح لإعادة تأهيل وتنمية المناطق المتضررة من الزلزال، بما في ذلك مجال التعليم.
وفي هذا الإطار، وبالموازاة مع برنامج التدخلات الاستعجالية للوزارة، سيوكل إلى وكالة تنمية الأطلس الكبير تنفيذ برنامج إعادة بناء وتأهيل المؤسسات التعليمية الأكثر تضررا، بكلفة مالية تقديرية تصل إلى ما يناهز أربعة (4) ملايير درهم.
وتجدر الإشارة إلى أن ذلك سيتم إنجازه في احترام للخصوصيات التراثية والمعمارية للمناطق المتضررة، ووفق المعايير المحينة المضادة للزلازل. وتنكب الوزارة حاليا على إطلاق الدراسات التقنية مع المكاتب المختصة بهدف رفع تحدي إعادة بناء وتأهيل المؤسسات التعليمية المتضررة لتكون جاهزة قبل الدخول المدرسي المقبل.
وبالموازاة مع ذلك، سيتم إنجاز برنامج للتنمية المندمجة للأقاليم المتضررة، يروم تأهيل العرض المدرسي والرياضي بهذه المناطق، بغلاف مالي يناهز خمسة (5) ملايير درهم.
وتهدف الوزارة من خلال هذا الورش التنموي إلى كسب رهان تحسين مؤشرات المنظومة التربوية بالأقاليم المتضررة. ولهذه الغاية، يولي البرنامج عناية خاصة لإرساء مدارس للقرب، مع توفير وتجويد خدمات النقل المدرسي، كما يتأسس على الرفع من عدد المؤسسات التعليمية الجماعاتية، التي تقدم خدمات الداخلية والنقل المدرسي وسكنيات المدرسات والمدرسين.
كما يأخذ هذا البرنامج، الذي سينجز على مدى خمس (5) سنوات، بعين الاعتبار برامج التنمية المندمجة للمراكز الصاعدة (Centres émergents)، وكذا التجمعات السكنية التي ستحدث في إطار إعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال.
السيد الرئيس المحترم،
السيدات والسادة النواب المحترمون،
لقد سمحت الزيارات الميدانية المتعددة، والتي شملت مختلف الأقاليم المتأثرة بالزلزال، بالاطلاع في عين المكان، على طبيعة وحجم الخسائر التي خلفتها هذه الهزة الأرضية العنيفة، وكذا على التدابير المتخذة والجهود المبذولة محليا لضمان السير الجيد للدراسة في المؤسسات التعليمية المتضررة، وعلى ظروف استقبال التلميذات والتلاميذ.
كما سنحت لنا هذه الزيارات بالاطلاع على مستوى التعبئة الشاملة، التي أبان عنها المدرسات والمدرسون والأطر التربوية والإدارية، إلى جانب مختلف الشركاء، الذين انخرطوا بروح وطنية عالية، في المجهودات التي يقودها جلالة الملك نصره الله، لتجاوز محنة الزلزال، من مؤسسات عسكرية وأمنية وسلطات محلية وهيئات عمومية وخاصة وجمعيات وبرلمانيين ومنتخبين ومواطنين ومختلف القوى الحية ببلادنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.