قبل الحديث عن طرق وآليات تفعيل أنشطة الحياة المدرسية تجدر الاشارة الى أن المجتمع المدرسي لا يعدو أن يكون مشتلا يترعرع فيه المتعلم ويكتسب فيه مجموعة من المعارف والقيم التي من خلالها يتم بناء شخصيته من الناحية السلوكية والوجدانية والمعرفية، أو بمعنى آخر فالمجتمع المدرسي يهتم ﺑﺎﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟـﻤﺘﻌﻠﻢ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺗﺸﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻳﺴﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ شرﻛﺎﺀ المؤسسة ، إلّا أن هذه التنشئة لا يمكن أن تستقيم، وأن تؤدي الدور المنتظر منها وفق التوجهات الرسمية لوزارة التربية الوطنية بدون تفعيل أدوار الحياة المدرسية .
اذن فماهي طرق وآليات تفعيل أنشطة الحياة المدرسية؟
أثبتت التجربة الميدانية في الحقل التعليمي أن المتعلم يقضي معظم وقته بالمدرسة مقارنة مع الوقت الذي يقضيه بين أحضان أسرته ،وهذا ما يستوجب معه توفير مناخ تربوي تعليمي يعتمد أساليب تنشيطية وتفاعلية تجعل المتعلمات والمتعلمين ينخرطون بشكل ايجابي في مختلف الأنشطة المقترحة عليهم،وهنا ينبغي التمييز بين شيئين اثنين:الأنشطة الفصلية والأنشطة المندمجة :
1- ﺍﻷ ﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻔﺼﻠﻴﺔ : وﻫﻲ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﻣﻮﺯﻋﺔ ﺣﺴﺐ ﺍ ﻟـﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ، ﻭ ﺗﻨﺠﺰ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ أستاذ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺃﻭ ﺍ ﻟـﻤﺎﺩﺓ ، ﰲﻭﺿﻌﻴﺎﺕ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﻌﻠـﻤﻴﺔ ﻣﻌﺘﺎﺩﺓ ، ﺩﺍﺧﻞ حجرة الدرس ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ.
2 - ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟـﻤﻨﺪﻣﺠﺔ:وﻫﻲ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻔﺼﻠﻴﺔ وﺗﺴﻌﻰ ﺇﱃ ﲢﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ اﻟـﻤﻨﻬﺎﺝ، ﻭ تفسح المجال ﻟﻠـﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ داخل المجتمع المدرسي، وتحفز المتعلمات والمتعلمين للإقبال على التعلم ﺍﻟﺬﺍﰐ ﺍﻟـﻤﻼﺋﻢ لحاجياتهم الفردية والجماعية ،وتساهم بشكل مباشر في تطوير كفاياتهم و وتعمل على تثبيت مكتسباتهم المعرفية والمهارية .
وفي هذا الصدد فالمجتمع المدرسي وشركاؤه مدعوان للعمل جنبا الى جنب في اطار مشروع متكامل للنهوض بأنشطة الحياة المدرسية من خلال تفعيل الأندية التربوية والأنشطة الموازية بمختلف تجلياتها وتمظهراتها بما تحمله بين طياتها من أنشطة تربوية وثقافية وفنية ،وما تروم القيام به من أنشطة اجتماعية وتظاهرات رياضية داخل الفضاءات المتوفرة بالمؤسسة :( قاعة متعددة الوسائط/قاعة المعلوميات /فضاءات خاصة بالأندية التربوية / مركز التوثيق / الخزانة أو المكتبة المدرسية/ملاعب رياضية...).
وتوفر الفضاءات بمفرده دون توفر العنصر البشري المتمثل في أعضاء مجلس التدبير بصفة خاصةوهئية التدريس بصفة عامة، ثم هيئة الادارة التربوية،وجمعية الآباء وشركاء منخرطين بشكل ايجابي في مختلف مجالات مشروع المؤسسة من أجل خلق ديناميكية جديدة في المؤسسة ،والخروج بها من دائرة الجمود وتردد الروتين اليومي الذي يحاصر عددا لا يستهان به من المؤسسات التربوية بمختلف الأسلاك التعليمية على المستويين الجهوي والوطني ،اذ اصبحت تعمل على التدبير المتمركز على كيفية تدبير الأزمات (مشكل الاكتظاظ / الخصاص الحاد في الأساتذة / الغيابات المبررة وغير المبررة/ اعادة التمدرس/اعادة التوجيه/تدبير الزمن المدرسي/جداول الحصص /البنية التربوية للمؤسسة/ منظومة مسار ومسير...)،أمام كل هذه الانشغالات تضيع المصلحة الفضلى للتلميذ مادام الوضع غير مستقر بالمؤسسة،وهذا ما يجعلنا نستسلم للأمر الواقع ونزيغ بأنفسنا عن العمل بمشروع المؤسسة مما يجعلنا عرضة لارتكاب جملة من الأخطاء أثناء محاولتنا تفعيل أنشطة الحياة المدرسية .
اذن فالحديث عن حياة مدرسية في غياب مناخ تربوي ملائم يجعل عملية تنزيل مشروع المؤسسة شبه مستحيلة بل صعبة التحقيق،وهذا ما يستدعي منا جميعا كل في دائرة اختصاصه وحسب امكاناته ايلاء المجتمع المدرسي مايستحقه من عناية واهتمام على جميع المستويات لتتمكن المؤسسة التعليمية من تفعيل أنشطة الحياة المدرسية بشكل ملائم.
عن عبد السلام وطاش رئيس مصلحة الشؤون التربوية (نيابة أكادير اداوتنان)