ا
ذ.مولاي نصر الله البوعيشي
انطلقت دورة دجنبر 2014 لأشغال المجالس الإدارية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، وسيترأس السيد الوزير بالموازاة مع هذه المجالس ، لقاءات -مع مختلف مكونات الجسم التعليمي- حول المشروع التربوي الجديد للوزارة ، وحول أهم الاقتراحات العملية لأجرأته وتفعيله، بعد أن تمت بلورة مجموعة من التدابير في ضوء نتائج المشاورات التي كانت قد نظمتها الوزارة في نهاية السنة الدراسية المنصرمة .
و الحقيقة أن نيابة وزارة التربية الوطنية بالعيون قد حازت قصب السبق في إحداث مجلس اقليمي منذ النصف الثاني من شهر اكتوبر 2014 بهدف النهوض بالمنظومة التربوية من خلال إعداد مشاريع تربوية متكاملة ، حتى قبل أن تشرع الوزارة في عقد لقاءاتها الماراطونية حول نفس الموضوع.
وحسب علمي فإن إحداث مجلس إقليمي دائم على صعيد نيابة العيون ، أمر غير مسبوق، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على جرأة المسؤول الاقليمي عن التعليم في تقاسم هموم الواقع التربوي وإقحام كل الفاعلين في البحث عن الحلول لمعالجة الخلل وتجاوز التعثرات بذل الاكتفاء بالنقد و التنظير .
ويعتبر هذا المجلس المكون من فاعلين تربويين من مختلف الهيئات والمشارب من مفتشين تربويون، وأطر من التوجيه والتخطيط التربوي، وأطر الإدارة التربوية وممثلين عن هيآت التدريس والأطر المشتركة وأطر الدعم التربوي والاجتماعي والإداري ، ومن شركاء المؤسسة ، من ذوي الخبرات المتميزة تم انتقاؤهم بناء على معايير محددة مرتبطة بإمكانياتهم المعرفية والمهنية و تنوع تخصصاتهم ودرجة انسجامهم، كخلية للتفكير تجتمع بشكل مستمر بغرض بحث ودراسة قضايا التربية والتعليم والبحث عن حلول فاعلة للقضايا والمشكلات المطروحة.
وقد أكد السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالعيون في أول اجتماع للمجلس، أثناء عرضه لقراءة في النتائج المدرسية للموسم الدراسي 2013/2014 ، على أن هذا المجلس يعتبر تمرة لاقتناعه الشخصي بأهمية التشاور والتواصل وبهدف بناء تصورات تشاركية حول تحقيق المطلب الأساسي المتمثل في الارتقاء بجودة النظام التربوي بهذا الإقليم العزيز ، وشدد على رغبته في أن يكون هذا المجلس فضاء لتعميق التفكير وتبادل الآراء والأفكار ،ووضع الاصبع على مكامن التعثر والاختلال ،والبحث عن المقاربات الكفيلة بتحقيق الجودة التربوية المنشودة و توسيع الحوار والنقاش بكل جدية ورزانة ، بعيدا عن تحميل المسؤولية لطرف أو آخر أو لتصفية حسابات ضيقة أو إثارة ضغائن ، واقتراح مشاريع واقعية قابلة للانجاز و تهدف إلى تطوير التعليم على مستوى الإقليم والرفع من جودته و تقوية وتعزيز إشعاع المدرسة والرفع من مستوى التلاميذ .
وبناء على تشخيص الوضعية التربوية المبنية على قراءة نتائج التلاميذ التي قدمها السيد النائب، شرع المجلس / الخلية في أكثر من لقاء ، في مناقشة عدة مشاريع مقترحة لتجاوز هذه الوضعية ، مشاريع ذات أبعاد تربوية وضعت كلها التلميذ في صلب اهتماماتها باعتباره جوهر العملية التربوية برمتها و تغيت كلها تحسين جودة التعلمات والمردود التربوي، كما تناولت الجوانب التربوية و البشرية والمالية والتنظيمية.
و قد أجمعت المداخلات العديدة لأعضاء المجلس على أهمية المشاريع المقدمة و تمحورت المقترحات في مجملها حول وضع خطة عمل إقليمية واضحة المعالم والمقاصد للرفع من جودة التعلمات، مع احترام استقلالية كل مؤسسة في وضع المشروع الذي يلائم خصوصيتها .
وسيستمر المجلس في مناقشة باقي المشاريع ، على أن تُختتم مناقشة المشاريع المقدمة ببلورة إستراتيجية إقليمية للرفع من درجة التحكم في التعلمات الأساسية.
وفي الحقيقة فقد كنت دائما من الأشخاص الذين ينادون بتأسيس مجلس او خلية تفكير او هيئة أو
- اختر له ما شئت من الأسماء - من مختلف مكونات الجسم التعليمي ، لإيجاد حلول فاعلة لمشكلة معينة أو بحث واقعي وعلمي لقضية مرتبطة بواقع التربية و التعليم ، تكون قوة اقتراحية تطبق الإدارة اقتراحاتها
و أفكارها ، إذا ما ثبتت صلاحيتها وتوافقها مع معطيات الواقع .
إذ لا معنى لأفكار لا تجد طريقها إلى حيز التطبيق، كما انه لا معنى كذلك لمجلس او خلية تتأسس فقط لأجل التظاهر أو التفاخر أو الاستعراض.