شهدت البلدان المتقدمة في السنوات الاخيرة تحولات هامة مست جميع مناحي الحياة، الشئ الذي يستدعي اصلاحات توازي طموحات مجتمعاتها. وباعتبار المدرسة الركيزة الاساسية لكل تقدم، شرعت كل الامصار الى سن نظم تربوية تتماشى و غاياتها الكبرى. في حين بقيت المجتمعات العربية في سياسة علي او صالح (علي صالح رئيس اليمن. ) و ما ادراك ما اليمن جهل، نهب ،دمار،تخلف، شعارات فضفاضة ، قبلية، و كلها مرادفات لإصلاح التعليم بالمجتمعات العربية ،جهل بالواقع المزري للساكنة ،نهب للميزانيات المعتمدة، دمار للبنيات التحتية ،تخلف للعنصر البشري، قبلية في سن البرامج ،شعارات رنانة لتنويم المجتمع و إرضاء المؤسسات الدولية المانحة.
فعن أي اصلاح تعليم نتحدث؟. و ما العلاقة بين اصلاح التعليم و علي صالح؟
من حيث البناء اللغوي تجتمع الكلمتان في الحروف المكونة لها ( ا،ص،ل،ح ،ع ،ي) و من حيث المضمون فبغض النظر عن الافراد (صالح وعلي) رغم قدسية الاسمين ورمزية الناقة و السيف، فإصلاح التعليم مشروع مجتمعي شامل يبنى وفق معطيات دقيقة ، يتجاوز نزوات افراد( صالح و علي) القابلة للزوال.
مع الاسف هذا ما يؤثث مجتمعنا .مخططات تعليمية على مقاس الجلباب الحزبي للحاج علي اوصالح، تتغير مع حلول موجة الانتخابات ،لتستمر المعاناة وتتفاقم ازمة مؤسساتنا التربوية، وتزداد درجة الاتكالية والجمود في صفوف الشغيلة التعليمية التي فقدت الثقة من كل إصلاح مرتقب، شغيلة تعاني في صمت من ويلات الحركات الانتقالية و انسداد الافق بل و المصير المجهول مع عمليات تدبير الفائض ، التي كان من الاجدر ان تعالج اختلالات الصناديق الفارغة بشكل حازم ،عوض تبني استراتيجية حراسة القطيع داخل الحجرات الدراسية تماشيا مع الاسلوب الديني "كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته."
دون مراعاة احوال الراعي وظروف الرعية، في غابة قاحلة نخرتها جحافل الجمال المشرقية من جهة وثيران اوربا من جهة أخري،ليجد المتعلم نفسه بين خيارين لابديل لهما .
الاختيار الديني بفكر متقوقع يستمد مقوماته من السلف الصالح و الاختيار الليبرالي يتنفس لغة الغرب ،فالأول مخرجاته جبال تورابورا و الثاني نحو شواطئ المتوسط، و الغاية واحدة استقرار روحي للأول و استقرار مادي للثاني، بعيدا عن الحاج علي صالح الذي يواصل عمله في حجرات"( اكني موحال)"[1] بعكازه ،عمامته وجلبابه الصوفي، فقدره حكم عليه في ظل الحكومة الجديدة ان يقضي شيخوخته بالقسم ، فما الفائدة من التقاعد؟ لعب الورق و المكوث في الرصيف او الجري في دهاليز المحاكم وعيادات الدياليز .فلما كل هذا الضجيج؟ أفعلا يمكن الحديث عن التقاعد بما تحمل الكلمة من معنى ، وهل تنشئتنا الاجتماعية و نظامنا المعيشي تخطط لفترة ما بعد التقاعد؟ وهل وفر المتقاعد متطلبات اخر أيامه ؟. ام التقاعد تحويل للقوة الجسمية و العضلية الى قو ة روحية ، و استجماع للأفكار المتناثرة في حياة الحاج علي اوصالح و محاولة تنظيمها وإزالة الشوائب منها استعدادا للقاء الوداع.
خلاصة القول فالإصلاح الحقيقي كل متكامل ينبعث من إرادة الافراد ،ينطلق من الاسرة، اللبنة الرئيسية لبناء المجتمع فمن الضروري ان نولي لها الاهتمام الخاص ونذكرها بمضامين الدستور المغربي " التعليم الاساسي حق للطفل وواجب على الاسرة و المجتمع" [2]عوض الانزلاق في مسارات - تعرقل عمل الاستاذ المطالب بتعبئة نتائج متعلميه في برنامج مسار الذي ينطلق كالحافلة ،من تأخر فلن تقبل منه اية شكاية -،مسارات لها رجالات من ذوي الاختصاص بإمكانهم تقريب وجهات نظر الافراد ومجابهتهم بالدليل القاطع للوصول الى الحقيقة .هذه الحقيقة التي ترتبط بنمط التفكير السائد، و المرتبط بواقع المجتمع "غير معيشة الانسان يتغير تفكيره. "[3] فالفقيرالجائع يفهم الحقيقة في شكل رغيف ،هذا الرغيف الذي اصبح في زمن على وصالح صعب المنال، تتهافت عليه كل الافواه مستعينة بالشعار الماكيافيلى " الغاية تبرر الوسيلة." فكل الطرق تؤدي الى روما التعليم، فلا غرو ان نسمع بحماقات وخزغبلات" marocchino"[4] الايطالي في مجالات التعليم،شوكولاطة ايطالية في محيط المؤسسات وأطباق البيتزا فوق المكاتب و تسريحة شعر بالوتيلي " balotelli "[5]فوق الرؤوس الفارغة و بذلات "milan"[6] و " juventus"[7] داخل الحجرات الدراسية في زمن ننادي بالتربية على المواطنة ،زمن كثرث فيه الكوكتيلات كرسومات الدعسوقة.
وفي انتظار بزوغ شمس الاصلاح ،امكن لنا القول:
ان كنا نريد علي صالح فان على صالح قد ذهب و ان كنا ننشد إصلاح التعليم فان الوقت قد حان.
بقلم :عبدالله ونعيم
[1] كلمة امازيغية تعني مرتفع يستحيل الوصول إليه و "اكني موحال" قرية جبلية تابعة لجماعة تيغمي دائرة انزي اقليم تيزنيت.
[2] دستور المملكة المغربية،الفصل 32،2011.
[3] علي الوردي, خوارق اللاشعور أو أسرار الشخصية الناجحة ،دار الورق للنشر،لندن،1996.
كلمة ايطالية تعني المغربي ولها دلالات عنصرية في المجتمع الايطالي .[4]
لاعب كرة قدم ايطالي من اصل غاني.[5]
فريق كرة قدم يمثل مدينة ميلانو الايطالية.[6]
فريق كرة قدم يمثل مدينة تورينو الايطالية. [7]