تقديم وحوار :الاستاذ ابراهيم دويش
يعتبر التلميذ محمد كراش الفائز بالرتبة الأولى في المسابقة الإقليمية لحفظ وتجويد القرآن الكريم بالمهرجان القرآني لإقليم اشتوكة أيت باها في نسخة السادسة المنظمة يوم الأحد 26 أبريل 2015 نموذجا متميزا من المواهب المكتشفة بالإقليم والقادر على التوفيق بين الإهتمام بالقرآن الكريم حفظا وترتيلا ومشواره الدراسي بمعدلات متميزة. فهو يتابع دراسته بالسلك الإعدادي الثانوي بالثانوية الإعدادية العربي الشتوكي ببيوكرى . سبق له أن شارك في عدة مسابقات محلية في تجويد القرآن الكريم نذكر منها على سبيل الذكر احتلاله للمرتبة الأولى بالمسابقة المنظمة بمسجد التقوى شهر رمضان لسنتي 2013 و2014 على التوالي. وبالمرتبة الثالثة بكل من المسابقة المنظمة بمسجد ايت واكمار بجماعة وادي الصفاء 2014. بالإضافة إلى احتلاله للمرتبة الثالثة بالمسابقة الإقليمية لحفظ وتجويد القرآن بالمهرجان الإقليمي لاشتوكة أيت بها أواخر شهر أبريل 2014. كما تأهل إلى نهائيات مسابقة محمد السادس الوطنية لحفظ وتجويد القرآن للسنة الجارية.
وقد عبر محمد كراش الذي فاز بهذه الدورة في نسختها السادسة عن عميق فرحته بتمثيل مدينة بيوكرى حاضرة الإقليم بهذا الفوز وقد تشرف بتلاوة آيات بينات من كتاب الله بحضور علماء كبار وشخصيات وازنة بالإقليم. ولم يخف الرغبة الأكيدة التي تحدوه لحفظ القرآن كاملا وتعلم علومه ، داعيا الأجيال الصاعدة من التلاميذ والتلميذات إلى الإهتمام بقراءة القرآن الكريم والإلمام بقواعده حتى ينعم الجميع بالأمن في ظل الإرشاد القرآني الذي دل عليه التوجيه النبوي "اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لصاحبه".ونص الحوار الآتي يعرض هذه القضايا وقضايا أخرى أفادنا بها التلميذ محمد كراش:
- · كيف كان شعورك وأنت تفوز بالمرتبة الأولى من مسابقة التجويد لهذه الدورة؟
بسم الله الرحمان الرحيم.الحمد لله أولا على نعمه. صراحة لا أستطيع أن أعبر لكم بالكلمات عن هذا الفوز فهو شعور يمتزج فيه الفرح والسرور أولا بالمشاركة في مهرجان قرآني مشهود له بالنجاح محليا وإقليميا ، وثانيا بالرضا لنيل رضا الله عز وجل و هو القيمة المرجوة ولله الحمد.
- · منذ متى بدأت علاقتك بالقرآن؟
في حقيقة الأمر فإن القرآن الكريم لازمته منذ صغري وكان لأبوي الفضل الكبير في ذلك بحسن الرعاية والتربية وتحفيزي على حفظه،ولتوفر ظروف موضوعية ساعدتني بشكل كبير في الإهتمام بالقرآن الكريم وتتمثل في كوننا من أقرب المجاورين للمسجد الكبير "التقوى" بالحي الذي أقطن به ،ولا تفصل بيننا وبينه إلا أمتار قليلة جدا .
- هل لك تأثير بخصوص تجويد القرآن الكريم في بيئتك المحلية ؟
إن موهبتي في التجويد هي موهبة ربانية ولله الحمد ، لكن لا أنكر أن التأثيرات بخصوص هذه الموهبة كثيرة وليست محلية فقط فقد تعلمت الكثير من القواعد بالسماع مباشرة من بعض الشيوخ المحليين بالإضافة إلى حضور دروس في قواعد التجويد والمقامات بمقر جمعية سيدي الحاج الحبيب للثقافة والتربية . ثم السماع لبعض الشيوخ الكبار المغاربة كالشيخ عيون الكوشي، محمد الكنتاوي، عمر القزابري... وبعض الشيوخ من دول أخرى كمحمد عبد الباسط رحمة الله عليه، سعد الغامدي، عبد الرحمان السديس، محمد المنشا وي، ياسر الدوسري.....هذا فضلا عن استفاذتي من بعض دروس التجويد بالقنوات الفضائية.
- · هل تشعر بأنك حققت مرادك مع القرآن الكريم بعد الفوز بهذه الدورة؟
لا، بل هذه هي البداية لأن الإلمام بالقرآن وعلومه بحر لاينضب. والفوز بالجائزة ليس الغاية في حد ذاتها بالنسبة لي وانما هذا التتويج تحفيز لبلوغ الغاية الكبرى وهي إرضاء الله عز وجل ولن يتأتى ذلك إلا بالعمل الدؤوب لتحصيل المزيد .
- · ما هو طموحك المستقبلي مع القرآن الكريم؟
آمل أن يوفقني الله لإتمام حفظه كاملا مع اتقان قواعد تجويده ، والعلوم والمعارف المتعلقة به لأداء رسالة تحفيظه وتعليمه للأجيال الصاعدة إن كتب لي الله البقاء .
- · هل نستطيع التمييز بين قاريء القرآن ومن لا تربطه به علاقة؟
صاحب القرآن ينشأ نشأة طيبة ، في أجواء ايمانية نقية ، وهو القدوة الحسنة ، وينعم بالصحبة النافعة الصالحة ، لأن القرآن محصن ايماني تربوي ، ، وينمي فيه شخصية متوازنة ، على يد أساتذة ومربين من أهل القرآن الذين هم أهل اللهِ تعالى وخاصته ويشفع لقارئه يوم القيامة . أما من لا تربطه علاقة بالقرآن الكريم فحياته كلها شقاء فهم كالأنعام بل هم أضل.
- · ما هي النصائح التي تود تقديمها لزملائك وزميلاتك فيما يتعلق بالإهتمام بالقرآن الكريم؟
أنصح زملائي وزميلاتي بعدم التفريط في حفظ القرآن والحديث قدر المستطاع لتحصين النفس من الموبقات وسوء الأفعال وإلى ربط التحصيل الدراسي بقراءة القرآن وقواعد تجويده. وأدعو الله عز وجل لهم بالتوفيق والسداد فإنه سبحانه هو الذي يذلل العسير ويوفق من يشاء وهو سبحانه مقلب القلوب ؛ وأدعو لهم بالهداية والرشاد.