سؤال:السيدة المديرة مرحبا بك مرة أخرى..
جواب: بدوري أشكر موقع تربويات على الاستضافة وعلى متابعته للشأن التعليمي والتربوي بهذا الإقليم. ولتسمحوا لي في بالبداية أن أُجدد اعتزازي بالثقة التي حظيت بها، سواء من طرف وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، أو من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، كما أؤكد ارتياحي لتعييني على رأس هذه المديرية بالذات، لاعتبارات عديدة، أُجملها في معرفتي بالإقليم بشكل عام، وبالمديرية الإقليمية بشكل خاص، وفي جدية وتميز الأطر التربوية والإدارية التي تعمل إلى جانبي؛ مع إيماني بوجود تحديات وإكراهات تنتظر أي مسؤول وتتطلب تعاونا عميقا وجادا مع مختلف المتدخلين بالإقليم.
سؤال: كيف كانت انطلاقة الموسم الدراسي بإقليم صفرو هذه السنة؟
جواب: لا يفوتني قبل الإجابة عن هذا السؤال أن أعبر عن شكري وامتناني للسيد عامل صاحب الجلالة، وللسلطات الأمنية بكل مكوناتها وللسيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس، اعترافا للجميع بما قدموه لقطاع التربية والتكوين من دعم ومساندة، ومن خدمات كان لها الأثر الإيجابي على السير العادي للقطاع بالإقليم.
أما بالنسبة لانطلاقة الموسم الدراسي، فقد عرف العديد من المستجدات أذكر بعضا منها: فبالإضافة إلى بعض المتغيرات بسبب العديد من الظروف والأسباب التي خلفت لدينا بعض الخصاص في الموارد البشرية في إقليم يغلب عليه الطابع القروي، فإن هذا لا يعني بأن الأمر يتعلق بخصاص حقيقي، إذ في الوقت الذي نجد فيه بعض الاكتظاظ في بعض الأقسام، نجد بالمقابل أقساما مُخَفَفَة في الوسط القروي، لهذا أريد أن ألفت نظر المتتبعين للشأن التربوي و المهتمين بالقطاع إلى أن المعادلة صعبة، فحينما نتحدث عن الاكتظاظ نجد أقساما أخرى غير ذلك، خصوصا في مجال به مؤسسات بالوسطين القروي والحضري؛ فمثلما نجد أقساما ب 45 تلميذا، نجد أيضا أقساما بها أقل من 20 تلميذا، مع العلم أن مسألة ضم البنيات أو فَكَها لا يكون في العادة إجراء اختياريا بقدر ما هو أسلوب يتم اللجوء إليه من أجل توفير الموارد البشرية اللازمة والكافية لتغطية الخصاص بمجموع الإقليم. ويمكنني القول إن الدخول المدرسي هذه السنة لم يعرف تعثرات كبرى على مستوى الموارد البشرية كوننا نجحنا بفضل تدبير داخلي توفير أستاذ لكل قسم. هذا على مستوى التعليم الابتدائي،أما فيما يتعلق بالتعليم الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي فإنه بالفعل كان لدينا بعض الخصاص في بعض التخصصات، لكن تمكنا من التغلب عليه من خلال إسناد جداول حصص كاملة واعتماد مبدأ تتميم الحصص.
مع الإشارة إلى أنه يوجد فائض في بعض التخصصات داخل الإقليم، يتم تدبيره على مستوى الجهة بشكل تشاركي بين جميع المديريات الإقليمية على اعتبار أننا جهة واحدة، وأظن أن السادة الأساتذة منخرطون في العملية ماداموا يعرفون أن الأمر يتعلق بالصالح العام وبمصلحة التلميذ.
سؤال: شكرا، كيف ساهم متدخلو وشركاء القطاع في إنجاح الورش التربوي بالإقليم؟ أو بمعنى آخر، ما طبيعة علاقاتكم بالفرقاء الاجتماعيين وخاصة النقابات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني؟
جواب: أبدأ بالفرقاء الاجتماعيين، وأقول إن العلاقة التي تجمعني بجميع النقابات علاقة احترام وثقة متبادلة تَمَأْسَسَت في أول لقاء لي مع الكتاب الإقليميين حيث تأكيد التواصل والاستعداد والإصغاء إلى الاقتراحات، وأيضا على أساس أن تصب مطالب كلا الطرفين في مصلحة التلميذ أولا مع استحضار ظروف العاملين في القطاع. إن العلاقة بهذا الشكل مكنتنا جميعا إدارة ونقابات من إنجاح اللقاءات التواصلية التي تجمعنا، أو اللقاءات التي نناقش فيها بعض القضايا ذات الارتباط بالقطاع الشيء الذي جعل اللقاءات تحقق أهدافها؛ وهنا لا بد من التنويه بجميع النقابات التي تتصل بي دائما وهي حاملة لحلول ومقترحات مقنعة للمشاكل المطروحة، وهذا أمر طالما نوهت به في عدة مناسبات لأنه نتعامل بالفعل مع نقابات مسؤولة، وكتاب إقليميين يتحلون بروح المسؤولية ويتعاملون مع الإدارة باعتبارها شريكا فعليا، والحمد لله ليست لدينا مشاكل في الإقليم مع التنظيمات النقابية لأننا نشتغل وَفْق مقاربة تشاركية يطبعها الاحترام والتشاور واقتراح الحلول.
وأما فيما يخص جمعيات المجتمع المدني وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، فإن الإقليم يتوفر على جمعيات نشيطة، نتواصل معها باستمرار وغالبا ما تقترح حلولا تكون مُجدية ومفيدة تلقى من طَرَفِنا كل الترحيب مادامت تصب في مصلحة المدرسة والتلميذ.
سؤال: مُدة ليست بالقليلة وأنتم تديرون مديرية من المديريات ذات تاريخ في تدبير في قطاع التربية الوطنية.. أحييكم السيدة المديرة على لغتكم الدقيقة والواقعية..ألا ترون بأن هناك بعض النقط التي لا زالت تتطلب جهدا من نوع خاص للنهوض بالقطاع إقليميا على اعتبار أن لكل قطاع خصوصيته المختلفة عن باقي الأقاليم؟
جواب: أنا واقعية دائما وما أقوله نابع من القلب وأومن به لأني أحب مهنتي، وإذا أعدت الاختيار مائة مرة سأختار هده المهنة, هدفي هو الرقي بأداء المديرية على مستوى الإقليم، لهذا أقول لكم إنه لا يوجد الآن مسؤول يمكن أن ينفي وجود بعض الإكراهات والتحديات على مستوى تدبير المنظومة التربوية التي تعرف مشاكل متعددة وحقيقية، تتعلق بالمستوى التعليمي للتلميذ، وعتبات النجاح وغيرها.. لكن الحمد لله، فبفضل توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده والمكانة التي يخص بها قطاع التربية و التكوين، فإن المشاريع التي وضعتها الوزارة الوصية وأخص بالذكر هنا المشاريع المجسدة للرؤية الإستراتيجية التي اقترحت حلولا واقعية للعديد من المشاكل، والتي شرعنا في تنزيل بعضها على مستوى الإقليم منذ الموسم الدراسي السابق، باتت تؤتي أُكلها، ونحن الآن بصدد تنزيل جل المشاريع بتنسيق مع هيئة المراقبة التربوية وأطر التوجيه الدين أنوه بانخراطهم ومسؤوليتهم.
وأشير إلى الدور الإيجابي الذي يلعبه النقل المدرسي في الحد من ظاهرة الهدر المدرسي عموما والرفع من نسبة تمدرس الفتاة القروية التي كانت بمعنى من المعاني أكبر مشكل داخل الإقليم. وهذه فرصة لأحيي الجمعيات المسيرة للنقل المدرسي بصفرو على مساهمتها في تدبير أسطول بلغ هذه السنة 44 حافلة نقل تغطي مجموعة من الخطوط في الإقليم، بل حتى مؤشر التمدرس بالنسبة لهذه الفئة ارتفع بشكل ملموس وخلق لدينا نوعا من الارتياح، مع أنه مازال لدينا كثير من العمل في هذا الاتجاه لأن الأمر لا يتعلق فقط بتوفير النقل أو الداخليات، بقدر ما يتعلق في بعض الأحيان بعقلية وثقافة سائدة عند بعض الأسر تجاه تمدرس الفتاة بل حتى عند بعض الفتيات أنفسهن
اللواتي يجب أن يقتنعن بأهمية الدراسة والتعلم. إن دورنا يتجسد في توفير الظروف المناسبة للتمدرس، ودور المجتمع المدني يكمن في القيام بالتوعية اللازمة للأسر، على اعتبار هذه المنظومة تتطلب تكاثف وتضافر جهود جميع الفرقاء في أفق أن نعبر بأبنائنا إلى بر الأمان.
سؤال: كما تعلمون يعرف محيط بعض المؤسسات التعليمية -كما هو الشأن في العديد من المدن المغربية- انتشار عدد من الظواهر السلبية المخلة بالأمن الشخصي والاجتماعي والأخلاقي، إلى أين وصل مخطط المديرية الإقليمية لحماية وصون المحيط من كل هذه الظواهر؟
جواب: فيما يتعلق بهذه النقطة أقول إن لدى المديرية الإقليمية مخططا لتحصين المؤسسات التعليمية الذي ينجز بتنسيق مع السلطات الأمنية بالإقليم، أشير هنا إلى بعض الفترات التي تعرف بعض المشاكل كفترة الامتحانات.. حيث تحتاج المؤسسات لتأمين أكبر للحد من الاعتداءات التي قد تطال التلاميذ وحمايتهم مما قد يُعرض سلامتهم للخطر، دون أن ننسى الإشارة إلى ظاهرة وجود بعض المقاهي قرب بعض المؤسسات التعليمية الشيء الذي يجعل محيطها غير صحي؛ وهنا لا بد من التنويه بجهود السلطة الأمنية والدوريات التي تقوم بها من أجل تحصين مؤسسات الإقليم، ناهيكم عن الحملات التحسيسية التي قامت وتقوم بها داخل فضاءات المؤسسات التعليمية، وهو ما قامت به أيضا العديد من جمعيات المجتمع المدني من منطلق الإيمان العميق بضرورة تجند الجميع بما فيهم الآباء، من أجل صون السمعة الرمزية والاعتبارية للمؤسسة العمومية التي بات الجميع واعيا بها.
سؤال: كلمة أخيرة السيدة المديرة، نحن الآن على مسافة قريبة من اليوم العالمي للمدرس، هل من كلمة في الموضوع؟
جواب: يوم المدرس حامل لدلالات عدة.. هو فرصة للتنويه بالمدرسات والمدرسين، وأفتخر بالذين يبتكرون في طرقهم البيداغوجية، وإني أقدر ما يقدمونه في عملهم اليومي من أفكار وطرائق جديدة للتفكير والعمل، وما يقومون به من أجل تثبيت المبادئ والقيم والمُثل اللازمة لبناء الإنسان السليم والتنمية الدائمة، لأنني أتصور بأن تكوينهم الأكاديمي المتميز وتأهيلهم المهني الرفيع، جعلهم مسؤولين عن تعليم حديث وفعال للتلاميذ، وحريصين على تطوير أساليب التدريس حتى تستجيب للتطورات المتسارعة في التكنولوجيا والعلوم الإنسانية في نظام تعليمي مفتوح وعن بعد ومدى الحياة، بشكل يمكن أن يعزز لدى تلاميذ اليوم مُواطني الغد روح المسؤولية المهنية والمبادرة، ويَحْمِلهم على توسيع آفاقهم وزيادة معارفهم.. أعبر لهم عن تقديري، وبالذات لأولئك الذين يعملون في الوسط القروي وفي ظروف صعبة، وأدعوهم إلى الشعور بالفخر والاعتزاز لأنهم يمارسون هذه المهنة الشريفة التي اختاروها حبا وطواعية، وإلى الاستمرار في الإخلاص لها والعمل على تطويرها وإشاعة آدابها المهنية السامية، في أفق أن يعود للمدرسة بهاؤها وصِيتها، مع يقيني بأن المدرسة لازالت بخير بالرغم من كل ما يقال عنها، لأننا نتحدث عن مدرسة أنجبت أطرا يُفتخر بهم في مختلف التخصصات داخل المغرب وخارجه، وأنا شخصيا لي الثقة في هذا الإصلاح، وهو أمر لا شك بأني أتقاسمه مع المدبرين للمؤسسات التعليمية الساهرين على رقي وتنزيل الإصلاح.
سؤال: السيدة المديرة شكرا جزيلا، وأتمنى لكم النجاح في مساركم الإداري.
جواب: بدوري أشكركم وأحمد الله أن أنعم علي بخدمة أبناء وطني كعنصر داخل سلسلة تبدأ بالوزارة الوصية وصولا إلى المؤسسات التعليمية.