بمناسبة الذكرى الخامسة عشر لعيد العرش المجيد، نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش تانسيفت الحوز بشراكة مع مجلس الجهة، يوم الجمعة 25 يوليوز 2014 بمقر المجلس بمراكش، فعاليات حفل التميز التربوي على صعيد الجهة، بمناسبة اختتام الموسم الدراسي 2013 – 2014. ويروم هذا الحفل إذكاء روح المنافسة والتباري الشريف بين المتمدرسين، والوقوف على مخرجات نظام التربية والتكوين على صعيد الجهة، من حيث الجودة والتفوق.
وقد حضر فعاليات هذا الحفل السيد والي الجهة وعامل عمالة مراكش والسادة عمال الأقاليم، ونواب وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، ورؤساء المصالح الخارجية والمجالس المنتخبة، وأعضاء المجلس، والعديد من الأطر التربوية، وأمهات وآباء وأولياء التلاميذ المحتفى بهم على صعيد الجهة، إضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والجهوية.
وخلال هذا الحفل، ألقى السيد أحمد بن الزي، مدير الأكاديمية، كلمة قال فيها إذا كنا نحتفل اليوم بالمتفوقين من تلامذتنا، فإننا، في نفس الوقت، نحتفل بمستقبل هذا البلد، ذلك أنه إذا كانت جميع الاستثمارات منتجة، فإن الاستثمار في العنصر البشري هو الأكثر نفعا للبلاد.
وأشار أننا نزرع من أجل أن نحصد غدا، وأنه من بين هؤلاء المتفوقات والمتفوقين أطر الغد، متمنيا أن يكون من بينهم رئيس حكومة المستقبل، ووزراء وولاة وعمال وأطر لهذا الوطن، مضيفا أنه علينا جميعا أن نفتخر بمرتبة الأكاديمية على المستوى الوطني، خاصة فيما يتعلق بنتائج امتحانات البكالوريا، حيث حققت هذه المؤسسة نسبة نجاح تصل إلى 69 ,61 % في وسط المتمدرسين، متجاوزة، بذلك، النسبة الوطنية بكثير.
وأوضح أنه، ما كنا أن نحقق ما حققناه، لولا تضحيات نساء ورجال التعليم في الجبال والسهول والمدن، من أساتذة ومديرين ومفتشين، الذين توجه إليهم، بهذه المناسبة، بالشكر الخالص، وكذا إلى جميع الأطر الإدارية العاملة بجنبه، سواء على مستوى المصلحة الداخلية للأكاديمية أو على مستوى النيابات الست التابعة لها، إضافة إلى السيد الوالي والسادة العمال بالجهة، ومن خلالهم إلى جميع رجال السلطة الإدارية ورجال الأمن الوطني، والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية، على المساعدة التي ما فتئوا يقدمونها للقطاع على صعيد الجهة.
كما أبرز أن على نساء ورجال التعليم أن يفتخروا بأن أول نشاط قام به صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، خارج القصر الملكي، كان مع أسرة التعليم بالمغرب بصفة عامة، وبمراكش على الخصوص، وذلك يوم الأربعاء 16 شتنبر 1999، حيث كان له الشرف ليكون من بين رؤساء المصالح الخارجية، إن لم نقل أول رئيس مصلحة خارجية يستقبل صاحب الجلالة بمدرسة عائشة أم المؤمنين بمراكش، مشيرا أن هذا الحدث هو خير دليل على أن التعليم يشكل، بحق، ثاني أولوية وطنية بعد قضية الوحدة الترابية، ومقدما لصاحب الجلالة آيات الولاء والطاعة، ومهنئا جلالته بمناسبة ذكرى تربعه على عرش أسلافه المنعمين.
ومن جهته، تناول الكلمة السيد أحمد التويزي، رئيس مجلس الجهة، ليشير أن الجهة قد دأبت، دائما، على الاحتفاء بثلة من بناتها وأبنائها الذين تفوقوا في دراستهم، وأن هذه مناسبة أساسية للوقوف على وضعية منظومة التربية والتكوين المغربية ، مبرزا أن جل الأطر التي تسير البلاد هي خريجة المدرسة العمومية.
وأضاف أنه، من خلال حفل التميز المنظم كل سنة، يلاحظ أن جل المتفوقات والمتفوقين هم نتاج المدرسة العمومية، مقدما تشكراته لجميع الأطر التربوية، من أساتذة ومديرين وجميع المنخرطين في هذه العملية، التي تعطي هذه النتائج التي نفرح بها وتسر الجميع.
ثم أشار أن هذه المناسبة تصادف هذه السنة ذكرى من أغلى الذكريات لدى المغاربة، وهي الذكرى الخامسة عشر لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه المنعمين، الذي انخرط، منذ توليه مقاليد الحكم، في أوراش كبيرة جدا تهم المؤسسات والبنيات التحتية، مؤكدا أن المغرب قد تطور كثيرا منذ سنة 1999 إلى الآن.
وأبرز أن جلالته قد أرسى مؤسسة دستورية هي المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، الذي له دور أساسي في بناء منظومة تربوية جديدة، ستعطي، خلال السنوات المقبلة، إنسانا مغربيا متشبعا بمغربيته، ومتشبثا بتاريخه ومقدساته وروحه الوطنية، وكيانه وكينونته، موضحا أن منظومتنا التربوية تعتريها إشكاليات، ورغم ذلك تعطي نتائج جيدة.
وفي الختام، عرف هذا الحفل تقديم لوحات وعروض فنية، من طرف تلاميذ المؤسسات التعليمية التابعة لنيابة مراكش، وتوزيع جوائز وشواهد تقديرية على التلاميذ والطلبة المتفوقين في مختلف المستويات والاستحقاقات، بدءا بحفظ القرآن الكريم، ومرورا بالامتحانات الإشهادية، وانتهاء بالتقني العالي والأقسام التحضيرية.
عبد الرزاق القاروني