أثبتت الدراسات التي ركزت مبحثها حول جودة التّعلمات أن عظم المؤسسات التعليمية التي حققت نسبا ورتبا متميزة في التفوق الدراسي كانت تولي أهمية قصوى للأنشطة الموازية التي تدخل في اطار تفعيل أدوار الحياة المدرسية ،على اعتبار أنها مجال تربوي يساهم بشكل فعال في تصريف المعارف والمدارك والكفايات ، وتعمل على تحقيق الامتداد اللازم للمجال التطبيقي والممارسة الميدانية للجانب النظري ، وهذا ما يحقق للمتعلم امتلاك توازن طبيعي من حيث التحكم من الكفايات الأساسية والمعارف المقدمة له ، وتساعده على توظيفها التوظيف الأمثل في مجتمعه المدرسي و محيطه الاجتماعي والأسري.
ومن ثمة فجل الأنشطة التي تدخل في اطار تفعيل الحياة المدرسية تلعب دورا حاسما وفعّالا في بناء متكامل لشخصية المتعلم على مستوى الجانب المعرفي /الادراكي والنفسي /الوجداني والمهاري ،ومن بين هذه الأنشطة على سبيل المثال لا الحصر يمكن ذكر ما يلي: 1-أنشطة التفتح العلمي والتكنولوجي.2-أنشطة التفتح الفني والإبداع الأدبي.3-أنشطة التواصل والتنشيط الثقافي. 4- أنشطة الدعم والتقويم.
بالنسبة لأنشطة التفتح العلمي والتكنولوجي،فيمكن ممارستها داخل المؤسسة وخارجها في اطار برنامج نادي التفتح العلمي والتكنولوجي ،يشرف على تسييره أستاذ متطوع (أستاذ (ة) القسم بالنسبة لسلك التعليم الابتدائي وأستاذ(ة) المادة بالنسبة للتعليم الثانوي بسلكيه ) ، ويساهم في تنشيطه مجموعة من التلاميذ المنخرطين في هذا النادي يتقاسمون المهام والأدوار المنوطة بهم حسب البرنامج المسطر ، والذي يواكب ويساير مضامين المواد العلمية المستهدفة ،والتي يحرص فيه الأستاذ أثناء البرمجة والتخطيط ادراج أنشطة تطبيقية يمكن ممارستها داخل الوسط المدرسي كدراسة عينة من النباتات وتتبع مراحل نموها من خلال النباتات المتواجدة بالفضاء الداخلي للمؤسسة،أو بتنظيم خرجة دراسية لتلاميذ القسم الى مكان جيولوجي اذا تعلق الأمر بدراسة الصخور والتربة أو لزيارة منطقة أو موقع لمستحثات تضم بقايا حيوانات أو بقايا عظام لأسماك أو أصداف بحرية .
كما يمكن للأستاذ المشرف على نادي التفتح العلمي والتكنولوجي برمجة زيارة ميدانية لأحد المركبات الصناعية أو الزراعية أو التجارية أو المآثر والمواقع التاريخية من خلال خرجة دراسية بعد الحصول (طبعا)على ترخيص من النيابة مع ضرورة اعداد بطاقة تقنية أو جذاذة للنشاط أو الأنشطة المزمع تنظيمها خلال هذه الخرجة الدراسية،ويطالب التلاميذ المشاركين فيها (اما فرادى أو على شكل مجموعات)بتحرير تقرير حول ما تم تداوله والقيام به من أنشطة ضمن هذه الخرجة الدراسية،وبمكن للأستاذ أن يعمل على تقييم انجازات التلاميذ من خلال التقارير ( الفردية أو الجماعية)التي سيتوصل بها بعد انتهاء الخرجة الدراسية.كما يمكنه أيضا جمع مختلف الانتاجات والوثائق والصور والرسوم والخرائط التي أنجزها المتعلمون أثناء الخرجة ،وتنظيم معرض لفائدة تلاميذ المؤسسة ضمن فضاء النادي ، ليطلع عليه مرتادو وزوار هذا النادي (أثناء أوقات الفراغ) من تلاميذ وأساتذة و آباء وأولياء التلاميذ وباقي شركاء المؤسسة لتحسيسهم بأنشطة نادي التفتح العلمي والتكنولوجي،كما يمكن للأستاذ الاستعانة بالمجلة الحائطية لنشر وعرض أجود التقارير التي أنجزها المتعلمون أثناء الخرجة الدراسية.
وحري بالذكر أثناء اعتزام تنظيم أي خرجة دراسية،فمن الأفضل أن ينسق أستاذ المادة مع لجنة الخرجات والرحلات الدراسية بالمؤسسة قصد تيسير جميع الاجراءات المتعلقة بالحصول على الترخيص من النيابة وتوفير وسيلة النقل التي ستقل التلاميذ المشاركين في الخرجة الدراسية.
سأكتفي بهذا القدر على أساس أن يتم الحديث عن باقي الأنشطة في مقال آخر.
عن عبد السلام وطاش رئيس مصلحة الشؤون التربوية (نيابة أكادير اداوتنان)